للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك على معنى: لتصيرنّ ولتدخلنّ، وجعلوه بمعنى الابتداء١ لا بمعنى الرجوع إلى شيءٍ قد كان؛ وأنشدوا على ذلك ما اشتهر عنهم في تفاسيرهم كقول الشاعر:

فإن تكن الأيام أحسنَّ مرَّة ... إليَّ لقد عادت لهنّ ذنوب٢

وكقوله:

وما المرء إلاّ كالشهاب وضوئه ... يحور رماداً بعد ما كان ساطعاً٣

وقول أُميَّة٤:

تلك المكارم لا قعبان٥ ... .......................................................


١ وقد فسره بذلك أيضاَ القرطبي في تفسيره ٧/١٥٩، وقال الرازي: (العود في كلام العرب يستعمل كثيراً بمعنى الصيرورة، يقولون: عاد فلان يكلمني، عاد لفلان مال) . مسائل الرازي من غرائب آي التنزيل، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، تحقيق إبراهيم عطوه عوض، مطبعة الحلبي بمصر، ط/١،١٣٨١ هـ،١٩٦١م، ص١٥٩. وانظر تفسير الخازن المسمى (لباب التأويل في معاني التنزيل) لعلاء الدين على بن محمد بن إبراهيم البغدادي، الشهير بالخازن (ت٧٢٥هـ) وبهامشه تفسير البغوي ط/٢، ١٣٧٥هـ، ١٩٥٥م، طبعة الحلبي ٢/٢٦٣.
٢ البيت لكعب بن سعد الغنويّ، ضمن قصيدة قالها في رثاء أخيه. وهي من جمهرة أشعار العرب لأبي زيد محمد بن الخطاب القرشي (١٧٠هـ) ، دار صادر بيروت، لبنان ص٢٥١. وورد البيت في أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد، للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي (٣٥٥-٤٣٦) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، ط/١، ١٣٧٣هـ -١٩٥٤م؛ ١/٣٧٥. وفيه: "وإن تكن" بدل "فإن"؛ و "فقد" بدل "لقد".
٣ البيت للبيد بن أبي ربيعة، قاله يرثي أخاه أربد.
انظر ديوان لبيد بن ربيعة العامري، دار صادر، بيروت، ص٨٨. وفيه:
وما المرء إلاّ كالشهاب وضوئه ... يحُور رماداً بعد إذ هو ساطع٤
أميّة بن عبد العزيز الصلت الداني الطبيب الشاعر الجاهلي المجوّد، صاحب الكتب ولد سنة (٤٦٠ هـ) ، سكن الإسكندرية. (ت٥٢٨هـ) . سير الأعلام ١٩/٦٣٤، شذرات الذهب ٤/٨٣-٨٥.
٥ قعبان: تثنية قعب، وهو القدح الضخم، الغليظ، وقيل: قدح من خشب مقعّر. لسان العرب ١/٦٨٣ مادة (قعب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>