للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: " ... ومن /يكره/١ أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه".٢ وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} ٣ فالعود في مثل هذا الموضوع عود مقيد، صريح بالعود إلى أمر كان عليه الرسل وأتباعهم، لا يحتمل غير ذلك، ولا يقال إنّ العود في مثل هذا يكون عوداّ مبتدأ، وما ذكر من الشواهد أفعال مطلقة ليس فيها: /إن عاد لكذا/٤ ولا عاد فيه. قال: ولهذا سُمِّي المرتدُّ عن الإسلام مرتداًَ /وإن كان عاد على الإسلام/٥ ولم يكن كافراً عند عامة العلماء.

قال: وأما قولهم إن شعيباً والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر؛ فهذا فيه نزاع مشهور، وبكل حال فهو خبر يحتاج إلى دليل عقلي، وليسس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك. وأما العقل ففيه نزاع والذي تظاهر عليه أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك.

وقال أبو بكر الخطيب البغدادي٦: (وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق


١ في جميع النسخ –عدا المطبوع- زيادة لفظ (كان) في: (ومن كان يكره ... ) ولم أجده في جميع الروايات التي اطلعت عليها.
٢ صحيح البخاري ١/١٩، الإيمان، باب من كره أن يعود في الكفر. ولفظه: (ثلاث من كان فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يلقى في النار) .
وصحيح مسلم بشرح النووي ٢/٣٧٣، الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهنّ وجد حلاوة الإيمان؛ مسند الإمام أحمد ٣/١٠٣. قال النووي وابن حجر: إن العود هنا يحمل على معنى الصيرورة. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ٢/٣٧٣، وفتح الباري ١/٧٩.
٣ سورة المجادلة الآية (٨) .
٤ كذا في (أ) و (ج) . وفي (ب) و (د) : (إذ عاد لكذا) وفي المطبوع: (أنه عاد لكذا) .
٥ كذا في (أ) و (ج) . وفي (ب) و (د) : (وإن كان ولو كان على الإسلام) .في المطبوع وفي (ج) و (د) (وان كان ولو على الإسلام)
٦ هو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، أبو بكر، الإمام الحافظ المحدث، له تصانيف منها: تاريخ بغداد، شرف أصحاب الحديث وغيرهما، قيل يبلغ عددها (٦٥) مصنفاً (ت٤٦٣هـ) سير الأعلام ١٨/٢٧٠ المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (٦٤٣هـ) تحقيق قيصر أبو فرح، دار الكتب العلمية بيروت، وهو مطبوع مع الذيل، الجزء١٩/٥٤-٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>