للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه لا يمتنع بعثة من كان كافراً، أو مصيباً للكبائر قبل البعثة١.

قال: ولا شيء عندنا يمنع ذلك على ما تبين القول فيه. ثم ذكر الخطيب الخلاف في إصابته الذنوب بعد البعثة، وأطال الكلام ثم قال: (فصل في جواز بعثة من كان مصيباً للكفر والكبائر قبل الرسالة) قال: والذي يدل على ذلك أمور:

أحدها: أن إرسال الرسول وظهور الأعلام عليه، اقتضى ودل -لا محال- على إيمانه وصدقه وطهارة سريرته، وكمال علمه ومعرفته بالله؛ وأنه مُؤَدٍ عنه دون غيره، لأنه إنما يظهر الأعلام ليستدل به على صدقه فيما يدعيه من الرسالة.

فإذا كان بدلالة ظهورها عليه إلى هذه الحال من الطهارة والنزاهة، والإقلاع عما كان عليه، لا يمنع بعثته٢، وإلزام توقيره وتعظيمه، وإن وجد منه ضد ذلك قبل الرسالة، وأطال الكلام.٣

ثم قال شيخ الإسلام: تحقيق القول في ذلك (أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه) ٤، كما قال /الله تعالى/٥: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} ٦ وقال: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} ٧ وقال: من نشأ بين قوم مشركين جهال، لم يكن عليه نقص ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم، إذا كان عندهم معروفاً٨ بالصدق والأمانة، وفِعْلِ ما يعرفون وجوبه،


١ انظر: منهاج السنة النبوية٨/٢٨٤.
٢ في (ج) و (د) : بعثة.
٣ لم أجد مصدر كلام الخطيب هذا.
٤ مجموع الفتاوى ١٥/٣٠، التفسير الكبير لابن تيمية ٤/٣١٥.
٥ ساقط في (ج) و (د)
٦ سورة الأنعام الآية (١٢٤) .
٧ سورة الحج الآية (٧٥) .
٨ في (أ) و (ب) : معروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>