للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ} ١، وقوله: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} ٢وما تنازعوا في معنى آية الأعراف، وآية إبراهيم.

فقال قوم٣ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على دين قومه٤، ولا كان يأكل ذبائحهم. وهذا هو المنقول عن أحمد، قال: من زعم أنه على دين قومه فهو قول سوء، أليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب. ثم قال الشيخ: ولعلّ أحمد قال: أليس كان لا يعبد الأصنام فغلط الناقل عنه. فإن هذا قد جاء في الآثار أنه كان لا يعبد الأصنام٥. وأما كونه لا يأكل من ذبائحهم، فهذا لا يعلم أنه جاء به أثر٦، وأحمد من أعلم الناس بالآثار.

قال: والشرك حرم من حين أرسل الرسول، وأما تحريم ما ذبح على النصب، فإنه ما


١ سورة الشورى الآية (٥٢) . واختلف في معنى هذه الآية؛ فقال جماعة: معنى الإيمان في هذه الآية: شرائع الإيمان ومعالمه. وقيل: تفاصيل هذا الشرع، أي كان غافلا" عن هذه التفاصيل. وقيل غير ذلك. انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي١٦/٣٩.
٢ سورة الضحى الآية (٧) .
قال النسفي-رحمه الله-في معنى الآية: (لا يجوز أن يفهم به عدول عن حق ووقوع في غيٍّ، فقد كان عليه الصلاة والسلام من أول حاله إلى نزول الوحي عليه معصوماً من عبادة الأوثان وقاذورات أهل الفسق والعصيان) .تفسير النسفي٤/٣٦٤.
وقال القرطبي: -رحمه الله-: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} أي: غافلاً عما يراد بك من أمر النبوة، فهداك) . الجامع لأحكام القرآن ٢٠/٦٥.
٣ هنا بداية القول الأول في مسألة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة على دين قومه، والتي تقدمت الإشارة إليها ص ٢٤٢-٢٤٣.
٤ الكشاف للزمخشري ٤/٢٦٥.
٥ ومما جاء في ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم " لما نشأت بُغِّضَت إليَّ الأوثان". ذكره القرطبي في تفسيره ١٦/٣٨.
٦ أورد أبو نعيم في الدلائل، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يعيب أكل ما ذبح لغير الله، فما ذقت شيئاً ذبح على النصب حتى أكرمني الله عز وجلّ بما أكرمني به من رسالته".
دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني (٤٣٠هـ) مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الدكن الهند، ط/٣، ١٣٩٧هـ -١٩٧٧م ص١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>