للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عبد الله المقدسي١: (هذا حديث حسن له شاهد في الصحيح) . والحديث معروف، وقد اختصره البيهقي٢، وزاد فيه: قال زيد بن حارثة٣:والذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، ما استلم صنماً قط، حتى أكرمه الله بالذي أكرمه٤.

وفي قصة بحيرى٥ الراهب، حين حلف باللات والعزى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسالنّ باللات والعزى، فهو الله ما أبغضت بغضهما شيئاً قطّ" ٦.

وكان الله قد نزّهه عن أعمال الجاهلية، فلم يكن يشهد مجامع لَهْوِهِم، وكان إذا همُّوا بشيءٍ من ذلك ضرب الله على أذنه فأنامه، وقد روى البيهقي وغيره في ذلك آثاراً ٧ وكانت قريش يكشفون عوراتهم لشيل حجر ونحوه، فنزّهه الله عن ذلك،


١ هو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي أبو عبد الله، الحافظ، الضياء المقدسي، ثم الدمشقي الحنبلي. له تصانيف منها: الأحاديث المختارة، فضائل الأعمال، صفة الجنة، وغيرهما (ت٦٤٣هـ) .
انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ ٤/١٤٠٤، سير الأعلام ٢٣/١٢٦.
٢ هو أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، صاحب السنن الكبرى، ودلائل النبوة، (ت٤٥٨هـ) . انظر ترجمته: سير الأعلام ١٨/١٦٣-١٧٠، والطبقات الكبرى للسبكي ٤/٨-١٦.
٣ ف (أ) : (زيد بن حارث) وفي (ب) و (ج) و (د) : (زيد بن ثابت) وقد قال ناسخ كل منهما بالهامش: لعله (زيد بن حارثة) ، وهو الصواب، إذ إنّ زيد بن ثابت: مدني أنصاري، أسلم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهو حينئذ ابن إحدى عشر سنة، فلم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل البعثة.
٤ دلائل النبوة للبيهقي ٢/٣٤، وذكره ابن كثير في البداية،٢/٢٦٧.
٥ في جميع النسخ (بحير) واسمه جرجيس، كان حبراً من أحبار اليهود، قيل: كان من يهود تيماء، وقيل: إنه كان نصرانياً من عبد القيس.
انظر: البداية والنهاية ٢/٢٦٦، والإصابة لابن حجر ١/١٤٤.
٦ دلائل النبوة للبيهقي ٢/٢٨-٣٥، والبداية والنهاية ٢/٢٦٤.
٧ من ذلك: ما رواه البيهقي من حديث علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما هممت بشيءً مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء، إلاّ ليلتين كلتاهما عصمني الله تعالى فيهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة –ونحن في رعاية غنم أهلنا- فقلت لصاحبي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان، فقال: بلى، قال: فدخلتُ إذا أول دار من دور مكة، سمعت عزفاً بالغرابيل والمزامير، فقلت: ما هذا فقيل: فلانٌ فلانة، فجلست أنظره، وضرب الله تعالى على أذنيّ، فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ قلت: ما فعلت شيئاً. ثم أخبرته بالذي رأيت، ثم قلت له ليلة أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة، ففعل، فدخلت، فلما جئت مكة، سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة، فسألت، فقيل: فلان نكح فلانة، فجلست أنظر، وضرب الله على أُذنيّ، فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ قلت: لا شيء. ثم أخبرته الخبر، فو الله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء من ذلك، حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته".
دلائل النبوة للبيهقي ٢/٣٣-٣٤، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص١٤٣؛ والسيرة النبوية لابن كثير ١/٢٥٢؛ والبداية والنهاية لابن كثير ٢/٢٦٧، وسبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت٩٤٢هـ) ، تحقيق د. مصطفى عبد الواحد، القاهرة، ١٣٩٤هـ، ١٩٧٤م، ٢/١٩٩-٢٠٠ قال: قال الحافظ ابن حجر: ٠إسناده حسن متصل) . وقال ابن كثير للحديث: (وهذا حديث غريب جداً، وقد يكون عن علي نفسه، وهو قوله في آخره "حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته " مقحماً، والله أعلم) . البداية والنهاية ٢/٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>