للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجلال، أو الجمال، أو الكمال؟!

ولم يشعر هذا الجاهل الضال، أنّ الرُّؤية تقع على الذات المتصفة بكل وصف، يليق بعظمته، وإلهيّته، وربوبيّته، من جلال، وجمال، وكمال؛ وأن صفات الجلال ترجع إلى الملك، والمجد، والسلطان، والعزة. والجمال وصف ذاتي، كما أن الجلال كذلك، والكمال /حاصل بكل/١ صفة من صفاته العُلى، فله الجلال الكامل، والجمال الكامل، والمجد، والعزة والسلطان التي لا تُضاهى ولا تماثل؛ فهذه أوصاف ذاتية، لا تنفك عنه في حال من الأحوال، وإنما يقال: تجلّى بالجلال، والمجد، والعزة، والسلطان، إذا ظهرت آثار تلك الصفات؛ كما يقال: تجلّى بالرحمة، والكرم، والعفو، والإحسان، إذا ظهرت آثار تلك الصفات في العالم؛ ويستحيل أن يرى تعالى، وقد تخلف عن صفة جلال وجمال وكمال.

ولو وقف هذا الغبي، على ما جاء في الكتاب والسنة، من إثبات الرؤية، وتقريرها، ولم يتجاوز ذلك، إلى تخليط، صَدَرَ عن من لا يدري السبيل، ولم يقم بقلبه شيءٌ من عظمة الربّ الكبير الجليل، لكان أقرب إلى إيمانه، وإسلامه.

وأما قوله: وما الفرق ين صفات المعاني، والمعنوية٢؟

فهذه الكلمة، لو فرضت صحتها، فالجهل بها لا يضر، ولم تأت الرسل بما يدلّ أن


١ كذا في المطبوع، وفي جميع النسخ المخطوطة (حاصلة لكل)
٢ صفات المعاني: هو ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، وهذه الصفات سبعة: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام فهذه السبعة هي التي تسميها الأشاعرة صفات المعاني.
أما الصفات المعنوية: هي الأحكام الثابنة للموصوف بها معللة بعلل قائمة بالموصوف وهي كونه عليما قديرا مريدا سميعا بصيرا متكلما. وهي واسطة ثبوتية لا موجودة ولا معدومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>