للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبنان١.

وقد يراد بها غير ذلك، من مراتب وجود العلم٢، أو وجود الوحي، فإنه قسم هذا التقسيم، باعتبار إدخال الإِلهام في مسمى الوحي٣.

وكذلك الجهل، له مراتب أربع، فمنه الجهل المركب، ومنه البسيط، وكلاً منهما، إما في السمعيات، أو العقليات؛ وكذلك الأخبار قطعية وظنية.

وبالجملة: فالاِعتبارات الأربعة، والوجود، ونحو ذلك، تقع على كل ما تناله العبارة، ويصدق عليه اللفظ في أي فن، وأي حكم، فإن قال: المراد بالاعتبارات، والوجود، باعتبار صفاته تعالى، قلنا: تقسيم الاعتبارات والوجود، يختلف باختلاف المقاصد، والإِصطلاح؛ وليس في كلام السلف، ما يجيز الخوض، في اصطلاحات المتكلمين، والأشاعرة.

وأما الفرق: بين الدليل، والبرهان:

فالدليل: في اصطلاح الأصوليين، والفقهاء، ما يستدل به على إثبات الحكم وصحته؛ والبرهان: ذكر الحجة بدليلها.


١ قوله: الوجود الأربعة: من مصطلحات المتكلمين، فهم قد جعلوا لكل شيءٍ أربع وجودات، هي:
أ - وجود عيني: وهو كل موجود في الأعيان، أي وجود الموجودات في أنفسها.
ب - وجود علمي: وهو كل موجود في الأذهان، أي العلم بالموجودات التي في القلوب.
ت - وجود لفظي: وهو كل موجود في اللسان، أي التعبير عن تلك الموجودات.
ث - وجود رسمي: وهو كل موجود بالرسم بالبنان. أي كتابة ذلك، هو الوجود البناني.
انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ١٢/١١٢.
٢ مراتب وجود العلم ثلاث: (١) علم بالجنان، (٢) عبارة باللسان. (٣) خط بالبنان. مجموع الفتاوى ١٢/١١١-١١٢.
٣ وذلك كما هو كلام المفسرين في قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل:٦٨] قالوا الوحي هنا بمعنى الإلهام.
انظر جامع البيان للطبري ١٤/١٣٩، والجامع لأحكام القرآن ١٠/٨٨، وتفسير ابن كثير ٢/٥٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>