للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الفرق بين العهد والميثاق:

فهو اعتباري، والمفهوم واحد١، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} ٢ وقال تعالى: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ} ٣ وقال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} ٤ وقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ} ٥ وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} إلى قوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} ٦ وطالع عبارات المفسرين٧.

وأما العهود التي أخذها الله من عباده، فلا يسأل عن كميتها، إذ لا يعلمها إلا الله، قال تعالى: {وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} ٨، وكل رسولٍ يؤخذ عليه، وعلى قومه العهد؛ فكيف يسأل عن كميتها؟ ومن ادعى علمها فهو كاذب؛ نعم: ما ذكر في القرآن، من أخذ العهد على الأنبياء، وعلى الأمم، كبني إسرائيل، وعلى بني آدم كافة، كما في آية يَس، وأخذ العهد على الذرية، فهذا معروف محصور.

وأما قوله: وما العهود التي عاهدها معهم؟

فهذه عبارة: أعجمية، جاهلية؛ فالله عهد إليهم، ولم /يعاهدهم/٩ هو، بل هم


١ قال الجرجاني: العهد: حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال، هذا أصله، ثم استعمل في الموثق الذي تلزم مراعاته، التعريفات للجرجاني ص٢٠٤.
٢ سورة البقرة الآية (٨٣) .
٣ سورة المائدة الآية (٧٠) . في (ب) و (ج) : (ولقد أخذ الله) ، وفي (د) : (وإذ أخذنا) والصواب ما أثبته.
٤ سورة يَس الآية (٦٠) .
٥ سورة النحل الآية (٩١) .
٦ سورة آل عمران الآية (٨١) .
٧ قال القرطبي –رحمه الله-: الميثاق: العهد المؤكد باليمين، مِفْعال من الوثاقة والمعاهدة، وهي الشدّة، في العقد والربط نحوه. الجامع لأحكام القرآن ١/١٨١.
٨ سورة النساء الآية (١٦٤) .
٩ كذا في (أ) ، وفي بقية النسخ: يعاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>