للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاهدوه، كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّه} ١، ولم يقل عاهدهم الله أبداً، فالمعاهدون هم العباد، والله عهد إليهم، وعاهدوه هم، ولم /يعاهدهم/٢ هو؛ فاعرف جهل السائل، وعجميّته.

وأما قوله: وكم من تعلقات للقدرة، والإرادة، والعلم، والكلام؟

فاللفظ: أعوج، ملحون، لا تأتي: (من) بعد (كم) الاستفهامية أبداً؛ والرجل غلبت عليه العجمة في الفهم، والتعبير.

فإن أريد بالتعليق، كون الأشياء، بالقدرة، والإرادة، والعلم، والكلام؛ فأي فرد من أفراد الكائنات، يخرج عن هذا؟ ولا يتعلق به؟!.

وأما قوله: وما علة نفي الحروف السبعة، من فاتحة الكتاب٣؟

فهذا: عدم، لا نفي، والعدم لا يعلل؛ فلا يقال: لم عدمت بقية حروف الهجاء، من سورة الإخلاص مثلاً، أو من بسم الله الرحمن الرحيم؟ لأن المعنى المراد، حاصل بالحروف المذكورة، والتراكيب المسطورة، والعدم لا يعلّل، وإن عُلّل، فعلَّته عدمية.

والسائل رأى كلمات مسطورة، فظنّها داخلة في مسمَّى العلّة، وإنما هي: جهالات، /وضلالات/٤، كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.٥

آخر ما /وجد/٦ من هذه الرسالة، /والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين/٧.


١ سورة التوبة الآية (٧٥) .
٢ كذا في (أ) والمطبوع، وفي بقية النسخ: يعاهد.
٣ يريد الحروف التي لم ترد في سورة الفاتحة، وهي [ث ج خ ز ش ظ ف] ، وهذه الحروف على الرغم من عدم وجودها في سورة الفاتحة، فليس ثمّ كبير فائدة في معرفتها وعدمها، كما أن السورة مكتملة بدونها، فلا داعي في البحث عن سبب عدم ورودها.
٤ في (د) والمطبوع: وخيالات.
٥ هذا اقتباس من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} [النور:٣٩] .
٦ في (د) : وجدنا، والجملة من قوله: آخر ما وجد ... إلخ، من كلام جامع الرسائل.
٧ ساقط في (ب) و (ج) و (د) والمطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>