للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال يزيد بن هارون١، إمام أهل اليمن، من أكابر الطبقة الثالثة، من طبقات التابعين، ومن ساداتهم، معناه: ليس معه شيء٢.

وأما قول السائل: [وفي أي مكان؟] ٣، وفي زعم هذا القائل: إنه بذلك ينبغي حاجة الرب إلى العرش.

فيقال: ليس في إثبات الاِستواء على العرش، ما يوجب الحاجة إليه، أو فقر الرب تعالى وتقدس، إلى شيء من خلقه؛ فإنه سبحانه هو الغني بذاته عما سواه٤، وغناه من لوازم ذاته، والمخلوقات بأسرها – العرش فما دونه – فقيرة محتاجة إليه تعالى، في إيجادها، وفي قيامها، لأنه لا قيام لها إلاّ بأمره، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ٥ والسماء: اسم لما علا وارتفع؛ فهو اسم جنس، يقع على العرش، قال تعالى: {ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ٦ الآية؛ وبحوله وقوّته حمل العرش، و/حمل/٧ حملة العرش؛ وهو الذي {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ} ٨ الآية؛ وجميع المخلوقات: مشتركون في الفقر، والحاجة، إلى بارئهم، وفاطرهم. وقد قرّر


١ هو يزيد بن هارون بن وادي، ويقال زاذان بن ثابت السلمي، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير، ثقة، توفي في خلافة المأمون سنة (٢٠٦هـ) . انظر: سير الأعلام ٩/٣٥٨، وتهذيب التهذيب ١١/٣٦٦،٣٦٨.
٢ وهو ما ذكره ابن الأثير.
٣ ما بين المعقوفين ساقط في جميع النسخ، وهو مقول قول السائل، أسقطه الناسخ، إذ تتمة الأسئلة التي تقدمت في ص ٣٦٣. وقد انتهى الشيخ من الجواب على السؤالين (كيف كان؟ وأين كان قبل أن يخلق خلقه؟) والذي يأتي هنا هو جواب بهذا القول المُسقَط هنا.
٤ فهو سبحانه وتعالى مستغن عن العرش وما دونه، وهذا مجمل معتقد أهل السنة والجماعة. انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص٢٥٣.
٥ سورة الروم الآية (٢٥) .
٦ سورة الملك الآية (١٦) .
٧ في (أ) و (ب) و (ج) : (وحملت) . وفي (د) : (وحملته العرش) .
٨ سورة فاطر الآية (٤١) .. وتمامها: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} .

<<  <  ج: ص:  >  >>