للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن دابته ودعاهم إلى الإسلام، وذلك حين ذهب إلى سعد بن عبادة١ يعوده في منزله٢، والقصّة مشهورة. وكثير من العلماء يبتلى بخلطة هذا الضرب من الناس، لكنَّه يكون مباركاً أينما كان، داعياً إلى الله، مذكراً به، هادياً إليه، كما قال /تعالى/٣ عن المسيح عليه السلام {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ} ٤، أي داعياً إلى الله مذكراً به معلماً بحقوقه، فهذه هي البركة المشار إليها، ومن عدمها محقت بركة عمره، وساعاته وخلطته ومجالسته.

نسأل الله العظيم لنا ولكم علماً نافعاً، يكون لنا يوم القيامة شافعاً.

وبلِّغ سلامنا من لديك من الإخوان في الدين من أهل السنة، وإن أشكل عليكم شيء مما كتبته فراجعوني فيه، ولا تنسوني من صالح الدعاء٥.

أسأل الله العظيم أن يغفر زلّتي، ويقبل توبتي، ويقيل عثرتي. /والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته/٦. /وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً/٧.


١ هو سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي، صحابي مشهور (ت١٦هـ) . الاستيعاب ٤/١٥٢، أسد الغابة ٢/٣٥٦، سير الأعلام ١/٢٧٠.
٢ والحديث تقدم تخريجه بنصه في هامش ص٣٨٩.
٣ ساقط في (ب) و (ج) و (د) والمطبوع.
٤ سورة مريم الآية (٣١) .
٥ هذا من باب طلب الدعاء من الصالحين، وهو أمر جائز، كما يرشد إليه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك. قال رضي الله عنه: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن وقال: "لا تنسانا يا أخيَّ من دعائك". سنن أبي داود ٢/١٦٩، الصلاة باب الدعاء، سنن الترمذي ٥/٥٢٣، الدعوات باب ١١٠، بلفظ: "أي أَخِي أشركنا في دعائك ولا تنْسنَا" وقال: (حديث حسن صحيح) . سنن ابن ماجة ٢/١٥٥، الحج، باب فضل دعاء الحاج، بلفظ: "يا أُخيَّ أشركنا في شيءٍ من دعائك، ولا تَنْسَنا".
٦ ساقط في المطبوع.
٧ ساقط في (ب) و (ج) و (د) . وفي المطبوع سقط قوله (وسلم تسليماً كثيراً كثيراً) .

<<  <  ج: ص:  >  >>