للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب "رسائل إخوان الصفا"١ وهو داء عضالٌ، وجربٌ /مردٍ/٢، وسمٌّ /قتَّال/٣، ولولا أنّ أبا حامد من [كبار] ٤ الأذكياء، وخيار المخلصين، لتلف.


١ إخوان الصفا: جماعة من الشيعة الباطنية عامة، ومن الإسماعيلية خاصة، أحاطت نفسها بسياج متين من الكتمان حتى عام ٣٣٤هـ، لهم رسائل محتوية على مبادئهم، لم يذكروا فيها ما ينمُّ على أسمائهم أو أعمالهم. [إخوان الصفا، لعمر الدسوقي، دار نهضة مصر، القاهرة، ط/٣، ص٥] .
قال القفطي: (وكانت هذه العصابة قد تألفت بالعشرة، وتصافحت بالصداقة، واجتمعت على القدس والطهارة والنصيحة، فوضعوا بينهم مذهباً، زعموا أنهم قرَّبوا الطريق إلى الفوز برضوان الله، وهذ المذهب هو مزج الفلسفة بالدين.
[تاريخ الحكماء، من كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء، لجمال الدين علي بن يوسف القفطي، مكتبة المثنى، بغداد ص ٨٣-٨٤] .
أما موضوع هذه الرسائل:
فهي موسوعة ضمّت بين دفّتيها مبادئ العلوم التي كانت معروفة في البلاد العربية حتى القرن الرابع الهجري، وقد نقل من بداية رسائلهم قولهم: (هذه فهرست رسائل إخوان الصفا ... وهي إحدى وخمسون رسالة، في فنون العلم، وغرائب الحكم، وطرائف الآداب، وحقائق المعاني عن كلام خلصاء الصوفية -صان الله قدرهم، وحرسهم حيث كانوا في البلاد- وهي مقسومة على أربع أقسام، فمنها رياضة تعليمية، ومنها جسمانية طبيعية، ومنها نفسانية عقلية، ومنها ناموسية إلهية) . [رسائل إخوان الصفا وخلاصة الوفاء، تصحيح خير الدين الزركلي، المكتبة التجارية الكبرى بمصر، المطبعة العربية بمصر، ١٣٤٧هـ- ١٩٢٨م، ص١، ونقلها عمر الدسوقي في كتابه "إخوان الصفا" ص١٥٢-١٥٣ عن رسائلهم ٤/٩٨-١٠١] .
والخلاصة:
إنّ رسائلهم قائمة على فلسفة، خلطوها بكثير من الخرافات والأساطير؛ وحاولوا مزج الدين بالفلسفة، واستشهدوا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، على نظريات أفلاطون، وأرسطو وفيثاغورس وغيرهم، إخوان الصفا ص١٥٥. فهؤلاء كانوا أصحاب فلسفة باطنية إسماعيلية.
٢ في جميع النسخ: مردي، عدا المطبوع.
٣ كذا في أصل نص عند الذهبي في سير الأعلام، وفي جميع النسخ (قاتل) .
٤ ما بين المعقوفتين ساقط في جميع النسخ، وهو موجود في أصل النص في السير.

<<  <  ج: ص:  >  >>