للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير مقطوع بها في حق الولي، فلا وجه لإضافة ما لا يجوز إطلاقه إليه، إلاّ أن يَثبُت، وتدعو ضرورةٌ إلى نقله، فيتأول؛ إلى أن قال: ألا ترى لو أنّ منصفاً، أخذ يحكي عن بعض الحشويّة١، مذهبه في قدم الصوت والحرف٢، وقدم الورق، لما حسن به أن يقول: قال بعض المحققين، إنّ القارىء، إذا قرأ كتاب الله، عاد القارىء في نفسه قديماً، بعد أن كان محدثاً؛ /أو قال/٣ بعض الحذاق: إنّ الله محلّ للحوادث، إذا أَخَذَ في حكاية مذاهب الكرَّامية ٤.


=نصف الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والسنة. والله أعلم) . انتهى كلامه من هامش المطبوع، ٣/١٣٥.
*وهذا الذي قاله السيخ ابن سليمان، هو خلاصة معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته.
١ الحشويّة (السكسكي) في البرهان الحشويّة: هم المجسمة الذين قالوا بأن الله –تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً- على صورة شاب أمرد، له شعر قطط، في رجله نعل من ذهب ينزل يوم عرفة على جمل أحمر ... إلى غير ذلك من أقوالهم الشنيعة التي لا يصدقها عاقل. [البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان للسكسكي (ت٦٨٣هـ) تحقيق د. بسام علي سلامة العموشي، مكتبة المنار، الأردن، ط/١،١٤٠٨هـ- ١٩٨٨م، ص٣٨] .
ويلاحظ أن هذه التسمية تطلقها المبتدعة على أهل السنة وكل من يقول بمقالات السلف في الاعتقاد، زعماً أنهم يجرون النصوص على ظواهرها بدون فهم لمعانيها. وهذا قول باطل مفترى على أهل السنة؛ والواقع أنهم يحملون النصوص على ما جاءت عليه من المعاني المعروفة والثابتة لها، من غير لجوء إلى تأويلات المشبهة والمعطلة المذمومة؛ ويكلون معرفة كيفية معانيها وحقيقتها إلى الله تعالى، لا أ، ّهم لا يفهمون معناها، فإنّها معلومة لديهم؛ كما ثبت عن الإمام مالك وغيره –رحمهم الله- قولهم في معنى الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة. انظر مجموع الفتاوى ٥/١٤٤ وما بعدها.
٢ انظر الملل والنحل للشهرستاني ١/٩٦.
٣ في جميع النسخ: (وقال) . وفي أص النص ما أثبتُّه والمعنى: (لا يحسن أيقول: قال ... أو قال ... ) . سير الأعلام ١٩/٣٣٢.
٤ تقدّم التعريف بهم، وذكر مذهبهم في ص ٣٦٤.
وإلى هنا نهاية ما نقل من كلام أحمد بن صالح الجيلي في تاريخه، نقلاً عن كتاب: "الكشف الإنباء عن كتاب الإحياء" للمازَري. كما تقدّمت الإشارة إلى ذلك في ص٤٠٣.. وقد نقله الذهبي في سير الأعلام ١٩/٣٣٠-٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>