للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إن القلوب بين أُصْبُعَيْنِ من أصابع الرَّحمن) ١ و (إنّ السَّموات على إِصَبع) ٢، وكقوله: (لأحرقت سبحات وجهه) ٣ وكقوله: (يضحك الله ... ) ٤ إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة، ظاهرها بما أحاله العقل٥، إلى أن قال: فإذا كانت العصمة


١ وتمامه: عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت يا رسول الله، آمنّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال نعم، إنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء ". صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/٤٤٦، القدر باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء، سنن الترمذي ٤/٣٩٠-٣٩١، القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن؛ سنن ابن ماجة ٢/٣٤٢، الدعاء باب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم؛ مسند الإمام أحمد ٣/١١٢.
٢ وتمامه: عن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} . صحيح البخاري مع الفتح ٨/٤١٢-٤١٣، التفسير، باب (وما قدرو الله حق قدره) ؛ صحيح مسلم بشرح النووي ١٧/١٣٥-١٣٦، صفات المنافقين، باب صفة القيامة؛ سنن الترمذي ٥/٣٤٥-٣٤٦، التفسير، باب سورة الزمر.
*هذه الأحاديث ونخحوها من الأحاديث المثبِتَة لهذه الصفة الخبرية (صفة الأصبع) لله سبحانه وتعالى.
٣ تقد تخريجه ص٣٣٤.
٤ وتمام الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتَل ثم يتوب الله على القاتل فيُستَشَهد". صحيح البخاري مع الفتح ٦/٤٧، الجهاد، باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم يعد فيقتل؛ صحيح مسلم بشرح النووي ١٣/٣٩-٤٠، الإمارة، باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة؛ سنن النسائي ٦/٣٩، الجهاد، باب اجتماع القاتل والمقتول في سبيل الله في الجنة.
٥ قال الشيخ ابن سحمان –جامع الرسائل-: (هذه الأحاديث وأشباهها، لا تحيلها العقول السليمة، فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته، وهو على كل شيء قدير، بل نقطع على أنها حق على حقيقتها، ولا نتعرض لها بكيف ولا تأويل؛ بل

<<  <  ج: ص:  >  >>