للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل أحد، وترك الشَّهوات لا يقدر عليه إلاّ الصدِّيقون١.

وكذلك قال أبو عامر العبدري٢: سمعت أبا نصر، أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي٣، يحلف بالله أنه أبصر في نومه، كأنّه ينظر في كتب الغزالي، فإذا هي كلِّها تصاوير٤.

وقال /محمد بن الوليد/٥ الطرطوشي٦، في رسالته إلى ابن المظفر٧، فأما ما ذكرت من أبي حامد، فقد رأيته وكلمته، فرأيته٨ جليلاً من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارس العلوم طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريقة العلماء، ودخل في غُمار العُمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلوم، وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاِّج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلما عمل "الإحياء" عمد أن يتكلّم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات٩.


١ سير الأعلام ١٩/٣٣٩.
٢ هو محمد بن سعدون بن مرجَّى بن سعدون القرشي، أبو عامر العبدري، المغربي الظاهري، نزيل بغداد. قيل: كان مجسِّماً. (ت٥٢٤هـ) . تذكرة الحفاظ ٤/١٢٧٢، سير الأعلام ١٩/٥٧٩، شذرات الذهب ٤/٧٠.
٣ هو أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي أبو بصير الخطيب (ت٥٢٥هـ) . سير الأعلام ١٩/٥٤٣.
٤ سير الأعلام ١٩/٣٣٩.
٥ في جميع النسخ: (أبو الوليد) وهو خطأ، والصحيح من سير الأعلام ١٩/٣٣٩.
٦ تقدّمت ترجمته في ص٤٠٩.
٧ هو عبد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد الباهلي، المعروف بالمغربي، أبو الحكم، حكيم أديب، أصله من المريّة بالأندلس، سكن دمشق وتوفي بها عام (٥٤٩هـ) . وفيات الأعيان ٣/١٢٣-١٢٥، معجم المؤلفين ٦/١٥٣-١٥٤، وشذرات الذهب ٤/١٥٣.
٨ في جميع النسخ: (ورأيته) . والتصحيح من سير الأعلام ١٩/٣٣٩، وطبقات السبكي ٦/٢٤٣.
٩ أورده الذهبي في السير ٩/٣٣٩. والسبكي في طبقاته ٦/٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>