للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي بعد أن ساق كلام ابن الوليد الطرطوشي: قلت: (أما "الإِحياء" فقيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خيرٌ كثيرٌ، لولا ما فيه من الآداب ورسوم، وزهد من طريق الحكماء، ومنحرفي الصوفيّة؛ نسأل الله علماً نافعاً؛ تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القران، وفسّره رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً، وفعلاً، ولم يأت نهي عنه؛ قال عليه السلام: (من رغب عن سنتي فليس منِّي) ١ فعليك يا أخي بتدبُّر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي٢، ورياض النووي٣، وأذكاره، تفلح وتنجح، وإيَّاك وآراء عبَّاد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات٤، وجوعَ الرهبان، وطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات؛ فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فوا غوثاه بالله؛ /اللَّهُمَّ اهدنا إلى صراطك المستقيم/٥) ٦، انتهى.


١ هذا جزء من حديث طويل، وتمامه: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبداً. وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أنتم الذين قلتم كذا ةكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنِّني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي" صحيح البخاري مع الفتح ٩/٥-٦، النكاح، باب الترغيب في النكاح. صحيح مسلم بشرح مسلم ١٠/١٨٥، النكاح، باب استحباب النكاح.
٢ تقدّمت ترجمته في ص ٣١٠.
٣ هو يحيى بن شرف بن مرى بن حسن، أبو زكريا، محي الدين النووي، الحوراني الشافعي؛ صاحب التصانيف، منها: المجموع شرح المهذب، شرح صحيح مسلم، والأذكار، وتهذيب الأسماء واللغات وغيرها؛ (ت٦٧٦هـ) . تذكرة الحفاظ ٤/١٤٠٧؛ النجوم الزاهرة ٧/٢٧٨؛ الأعلام للزركلي ٨/١٤٩.
٤ يعني الصوفية.
٥ هكذا في سير الأعلام ١٩/٣٤٠-أصل النص-، وفي جميع النسخ: اهدنا الصراط المستقيم.
٦ سير الأعلام ١٩/٣٣٩-٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>