للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمحمد بن علي /المازَرِي/١ /الصّقيلِّي/٢، كلامٌ على (الإِحياء) ، قال فيه: قد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا، في الكتاب المترجم بـ (إحياء علوم الدين) ، وذكرتم أنّ آراء الناس فيه قد اختلفت، فطائفة انتصرت، وتعصّبت لإِشهاره، وطائفة حذّرت منه، ونفّرت، وطائفة لكُتُبِه أحرقت. و/كاتَبَني/٣ أهل المشرق أيضاً /يسألونني/٤، ولم يتقدّم لي قراءةُ هذا الكتاب، سوى نبذة منه، فإن نفَّس الله في العمر، مددتُ /فيه/٥ الأنفاس، وأزلتُ عن القلوب الالتباس.

اعلموا أنّ هذا٦ [الرَّجل، وإن لم أكن قد قرأت كتابه، فقد] ٧ رأيت تلامذته، فكل منهم حكى لي نوعاً من حاله، ما قام مَقام العِيَانِ، فأنا أقتصر على ذكرِ حاله، وحال كتابه، و/ذكرِ جُمَلٍ/٨ من مذاهب الموحِّدين، والمتصوِّفة، وأصحاب الإِشارات، والفلاسفة، فإن كتابه متردد بين /هذه/٩ الطرائق.

ثم قال١٠: وأما علم الكلام الذي هو أصل الدين١١، فإنه صنّف فيه، وليس بالمتبحر فيها، ولقد فَطِنْتُ لعدم استبحاره فيها، وذلك أنه قرأ علوم الفلسفة، قبل


١ في جميع النسخ: (المازني) وهو خطأ. والتصحيح من سير الأعلام ١٩/٣٤٠، وهو كذلك في طبقات السبكي ٦/٢٤٠؛ وقد تقدّمت ترجمته في ص ٣٩٦.
٢ في جميع النسخ: (الصقيلي) . وقد ضبطه الذهبي في السير ١٩/٣٤٠، بما أثبته عليه.
٣ في المطبوع: وكاتبوني.
٤ في جميع النسخ: يسألوني. بدون نون الوقاية.
٥ كذا في (ب) وفي سير الأعلام ١٩/٣٤١، وفي بقية النسخ: (منه) .
٦ الإشارة إلى الغزالي.
٧ ما بين المعقوفين ساقط في جميع النسخ، حتى في سير الأعلام. والتكملة من الطبقات الكبرى للسبكي ٦/٢٤٠.
٨ في (أ) : وذكر جملاً، وهو الخطأ. وفي المطبوع: (وأذكر جملاً) .
٩ في (د) : هذا.
١٠ أي المازَري.
١١ قوله: (أما علم الكلام الذي هو أصول الدين) : فعلم الكلام ليس هو أصل الدين، ولم يكن كذلك في يوم من الأيام، وإنما المتكلمون أنفسهم هم الذين أدخلوه وجعلوه أصلاً فيه. ومن المعلوم أن علم الكلام والجدل مذموم في فروع الدين، فما بالك بأصوله!

<<  <  ج: ص:  >  >>