للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (حبك الشيء يعمي ويصم) ١.

وقد صدر من الشيخ محمد بن عجلان٢، رسالة ما ظننتها تصدر عن ذي عقل وفهم، فضلاً عن /ذي فقه وعلم/٣ وقد نبهت على ما فيها من الخطأ الواضح، والجهل الفاضح، وكتمت عن الناس أول نسخة وردت علينا، حذراً من إفشائها وإشاعتها بين العامة والغوغاء، ولكنها فشت في الخرج والفرع، وجاءت منها نسخت إلى بلدتنا؛ وافتتن بها من غلب عليه الهوى، وضل عن سبيل الرشاد والهدى، والله غلاب على أمره.

وأخبرت من يجالسني أن جميع ما فيها من النقول صحيحة والآثار، حجة على منشيها، تهدم ما بناه مبديها، وأنه وضع النصوص في غير مواضعها، ولم يعط القوس باريها. وبلغني عن الشيخ حمد٤ أنه أنكر واشتد نكيره، ورأيت له خطاً أرسله إلى بعض الإخوان، بأن ما كتبه ابن عجلان ردة صريحة؛ وبلغني أن بعضهم دخل من هذا الباب واعترض على ابن عتيق، وصرح بجهله، ونال من عرضه، وتعاظم هذه العبارة، وزعم أنه غلا وتجاوز الحد، فحصل بذلك تنفيس لأهل الجفاء وعباد الهوى.

والرجل وإن صدر منه بعض الخطأ في التعبير في أمر الشرك والمشركين، على من تهاون أو رخص وأباح بعض شعبه، وفتح باب وسائله وذرائعه القريبة، المفضية إلى ظهوره وعلوه، ورفض التوحيد، ونكس أعلامه، ومحو آثاره، وقلع أصوله وفروعه، ومسبة من جاء به


١ الحديث أخرجه أبو داود في سننه ٥/٣٤٦- ٣٤٧، الأدب، باب في الهوى، من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحمد في مسنده٥/١٩٤، ٦/٦٥٠ وغيرهما. وقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة ٤/٣٤٨- ٣٤٩، (١٨٦٨) وفي ضعيف سنن أبي داود ص٥٠٧ (١٠٩٧) .
٢ تقدمت ترجمته في ص٢٣٩.
٣ في (ب) (ج) و (د) : ذوي الفقه والعلم. وفي المطبوع: ذي الفقه والعلم.
٤ هو حمد بن عتيق، وقد تقدمت ترجمته في ص٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>