للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقولة رآها، وعبارة نقلها وما درآها، من إباحة الاستغاثة بالمشركين١، مع الغفلة والذهول عن صورة الأمر والحقيقة٢، وأنه أعظم وأطم من مسألة الاستعانة والانتصار، بل هو تولية وتخلية بينهم وبين أهل الإسلام والتوحيد، وقلع قواعده وأصوله، وسفك دماء أهله، واستباحة حرماتهم وأموالهم.

هذا هو حقيقة الجاري والواقع، وبذلك ظهر في تلك البلاد من الشرك الصريح والكفر البواح مالا يبقى من الإسلام رسماً يرجع إليه، ويعول في النجاة إليه. كيف وقد هدمت قواعد التوحيد والإيمان، وعطلت أحكام السنة والقرآن، وصرح بمسبة السابقين الأولين من أهل بدر وبيعة الرضوان٣ وظهر الشرك والكفر والرفض جهراً


١ تقدم البحث في مسألة الاستعانة بالمشركين ص٢٣٩- ٢٤٠.
٢ يريد ما كتبه محمد بن عجلان، ورد عليه حمد بن عتيق رداً صارماً، وسماه رد صريحة.
ولم أطلع عليه.
٣ هذا مع النهي الشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
صحيح البخاري مع الفتح ٧/٢٥ فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذاً خليلاً". ومسلم في صحيحه ١٦/٣٢٦، فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة، سنن أبي داود ٥/٤٥، السنة باب النهي عن سب أصحاب رسول الله، سنن الترمذي ٥/٦٥٣، المناقب، باب فيمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال هذا حديث حسن صحيح.
ومعلوم أن سب الصحابة أحد مبادئ المعتقد الشيعي بل من أهمها. فإنهم يكنون للصحابة البغض والكراهية، والسب والشتم بل والتكفير، ويقولون أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك يقول الكليني (أكبر محدثيهم) : (كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي) .
الشيعة وأهل البيت، لإحسان إلهي ظهير ص٤٥٠، نقلاً عن كتاب الروضة من الكافي ٨/٢٤٥. فيا سبحان الله ماذا كان مصير أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بمن فيهم علي والحسنان رضي الله عنهم وهذه ملخص مكانة الصحابة في المعتقد الشيعي، عليهم من الله ما يستحقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>