للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تلك الأماكن والبلدان.

ومن قصر الواقع على الاستعانة بهم، فما فهم القضية، وما عرف المصيبة والرزية. فيجب حماية عرض من قام لله، وسعى في نصرة دينه الذي شرعه وارتضاه، وترك الالتفات إلى زلاته، والاعتراض على عباراته، فمحبة الله والغيرة لدينه ونصرة كتابه ورسوله، مرتبة علية محبوبة، لله مرضية، يغتفر فيها العظيم من الذنوب، ولا ينظر معها إلى تلك الاعتراضات الواهية، والمناقشات التي تفت في عضد الداعي إلى الله، والمتلمس لرضاه. وهبة كما قيل، فالأمر سهل في جنب تلك الحسنات، "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "١. شعر:

فليضع الركب ما شاءوا لأنفسهم ... هم أهل بدر فلا يخشون من حرج٢

ولما قال المتوكل٣ لابن الزيات٤، يا ابن الفاعلة، وقذف أمه، قال الإمام أحمد: أرجو أن يغفر له، نظراً إلى حسن قصده في نصرة السنة وقمع البدعة.٥

ولما قال عمر لحاطب ما قال، ونسبه إلى النفاق٦لم يعنفه النبي صلى الله عليه


١ تقدم تخريجه في ص ١٧٩.
* ويريد المصنف-رحمه الله- بهذا الحديث هنا، أن يمثل حال هذا الشيخ الذي يدافع عنه، بحال حاطب بن أبي بلتعة، للتشابه الموجود بين المسألتين في أن الحسنات يذهبن السيئات.
٢ لم أعرف قائله، ولا مصدره.
٣ هو جعفر بن محمد (المعتصم بالله) بن الرشيد هارون بن المهدي، المتوكل على الله، القرشي العباسي البغدادي، الخليفة. ولد سنة (٢٠٥هـ) و (ت ٢٤٧هـ) .
تاريخ بغداد ٧/ ١٦٥، سير الأعلام ١٢/ ٣٠.
٤ هو محمد بن عبد الملك بن أبان بن الزيات، أبو جعفر الوزير الأديب، كان أبوه زياتاً سوقياً، وزر للمعتصم وللواثق، كان معادياً لابن أبي دواد، فأغرى ابن أبي دواد المتوكل حتى عذبه. وكان يقول بخلق القرآن. (ت ٢٣٣هـ) .
تاريخ بغداد ٢/ ٣٤٢، وفيات الأعيان ٤/ ١٨٢، سير الأعلام ١١/ ١٧٢.
٥ قال الخليفة بن خياط: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفات برفع المحنة، وبسط السنة ونصر أهلها. انظر سير الأعلام ١٢/ ٣١.
٦ ذلك عندما قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دعني اضرب عنق هذا المنافق. وقد تقدمت قصة حاطب في ص ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>