للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند المساء صباحاً١. وأنت٢ لا تدري سوى ما أنت عليه من غايتك التي إلأيها غدي بك، وعندها حط رحلك، بل ونحن في كل يوم وكل ساعة /تغدو/٣ علينا الأراجيف وتروح، وتظهر أنياب النفاق فيما بيننا وتلوح، وعندنا من يقود المشركين ويأزهم أزاً، إلأى عباد الله الموحدين، من لا تدرري خبره، ولم تعرف نبأه، وسوء طويته بالإسلام وأهله، /ونحن ندافعهم عن الإسلام/٤ بالمال والآل، والعم والخال، والنشب٥ والسبد واللبد٦، بطيب نفس، وقرة عين، ورحب أعطان٧، وثبات عزائم، وطلاقة أوجه، وذلاقة لسان، هذا إلى أسرار /ومكنونات/٨ أنت غافل عنها، [وعن الخوض في غمارها، والدفع في صدرها معرض متجاهل؛] ٩.

والآن١٠ قد بلغ فيك الأمر، ونهض لك الخير، وجعل مرادك بين يديك، وعقلك بين عينيك، عن علم أقول ما تسمع، فاستقبل زمانك، وقلص أردانك، ودع


١ في (د) : صباح. والصواب نصبه على المفعولية.
٢ قوله: "وأنت لا تدري ... إلى قوله: طويته بالإسلام وأهله" من كلام الشيخ عبد اللطيف
٣ في جميع النسخ: تغدوا. وفي المطبوع: المثبت.
٤ قوله: (ونحن ندافعهم عن الإسلام ... ) ، أصله: (فأدين في كل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالأب والأم والخال والعم ... ) .
٥ النشب: المال الأصيل من الناطق والصامت. لسان العرب ١/٧٥٧، مادة (نشب) .
٦ السبد: الوبر، وقيل: الشعر. والعرب تقول: ما له سبد ولا لبد، أي ماله ذو وبر ولا صوف فتلبد. يكنى بهما عن الإبل والغنم. فالوبر للإبل، والشعر للمعز.
لسان العرب ٣/٢٠٢ مادة (سبد) .
٧ أعطان: جمع عطن، وهو للإبل، كالوطن للناس، وقد غلب على مبركها حول الحوض لسان العرب ١٣/٢٨٦، مادة (عطن) .
٨ في أصل النص: ومكونات أخبار.
٩ ما بين المقوفتين من كلام الشيخ.
١٠ قوله: والآن قد بلغ فيك الأمر ... إلة قوله: إذا أعطى. فيه تصرف شديد من قبل الشيخ. فالرواية في أصل النص هكذا: (والآن قد بلغ الله بك، وجعل مرادك بين يديك، وعن علم أقول ما تسمع، فارتقب زمانك، وقلص إليه أردانك، ودع التحبس والتعبس، لمن لا يظلع إليك إذا أخطا، ولا يتزحزح إذا عطا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>