للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ. فتأملها أيها المنصف، وتعقلها بشراشر١ قلبك، لعلك عن الشبهات٢ أن تعرف، وللحق الواضح والباطل الفاضح تفرق وتعرف. وهذا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الإخوان المكرمين: محمد بن علي آل موسى، وإبراهيم بن راشد، وإبراهيم بن مرشد، سلمهم الله تعالى وتولاهم.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه. والخط وصل –وصلكم الله ما يرضيه. وسرنا سلامة من نحب ونشفق عليه. وما ذكرتم مما وقع فيه الناس من مداهنة المشركين، والإعراض عن دين المرسلين، فالأمر كما ذكرتم، أو فوق ما إليه أشرتم.

وقد سبق مني لكم جواب، وأخبرتكم أن هذا من أكبر الوسائل وأعظم الذرائع إلى ظهور الشرك، ونسيان التوحيد. وأن من أعظم ذلك وأفحشه ما يصدر من بعض من يظنه العامة من أهل اعلم، وحملة الدين، وما يصدر منهم من التشبيه، والعبارات التي لم يتصل سندها، ولم يعصم قائلها، وبهذا ونحوه اتسع الخرق.

وفي حديث ثوبان: "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" ٣. وهو يتناول من له إمامة، ممن ينتسب إلى العلم والدين، وكذلك الأمراء.


١ الشراشر: النفس والمحبة جميعاً. يقال: ألقى عليه شرارة أي أحبه حتى استهلك في حبه. لسان العرب ٤/٤٠٢، مادة (شرر) .
٢ في (د) : عن المشبه والشبهات.
٣ هذا جزء من حديث طويل أخرجه أبو داود في سننه ٤/٤٥٠- ٤٥١، الفتن، باب ذكر الفتن ودلائلها. والترمذي في سننه ٤/٤٣٧، الفتن، باب ما جاء في الأئمة المضلين. والإمام أحمد في مسنده ٦/٤٤١. والدارمي في سننه ٢/٤٠١، الرقاق، باب في الأئمة المضلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>