للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما وقع فيه الناس، وابتلي به أكثر من ثلب١ بعض مشايخكم، فقد علمتم ما يؤثر عن السلف، أن علامة أهل البدع، الوقوع في أهل الأثر؛ وهؤلاء إذا قيل لهم هاتوا، حققوا، واكتبوا لنا ما تنقمون، وقروا الحجة بما تدعون، أحجموا عند ذلك، وعجزوا عم مقاومة الخصوم، ومتى يدرك الظالع٢ شأو٣ الضليع٤ شعر:

أماني تلقاها لكل متبر ... حقيقتها نبذ الهدى والشعائر

وحسابنا وحسابهم على الله، الذي تنكشف عنده السرائر، وتظهر مخبئات الصدور والضمائر.

/وبلغوا سلامنا إخوانكم/٥ الذين جردوا متابعة الرسول، {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} ٦، ولم ينتسبوا إلى قيس ويمن، كما وقع عندكم فيمن فرقوا دينهم وكانوا شيعاً. حمانا الله وإياكم، وثبتنا على دينه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً /كثيراً/٧.


١ الثلب: شدة اللوم والأخذ باللسان. يقال: ثلبه يثلبه ثلباً، لامه وعابه وصرح بالعيب.
لسان العرب ١٨/٢٤١، مادة (ثلب) .
٢ في (ب) و (ج) و (د) : (الضالع) بالضاد. وهو خطأ. إذ هو بمعنى الجائر. و (الظالع) بالظاء، هو العرجاء، يقال: ظلع الرجل والدابة في مشيه، يظلع ظلعاً، أي عرج وغمز في مشيه. لسان العرب ٨/٢٤٣- ٢٤٤ مادة (ظلع) .
٣ تقدم ذكر معناه في ص١٥٦.
٤ في (أ) : (الظليع) بالظاء والصواب: (الضليع) بالضاد، وهو الطويل الأضلاع، الواسع الجنبين، العظيم الصدر. لسان العرب ٨/٢٢٦، مادة (ضلع) .
٥ في المطبوع: (جعلنا الله وإياكم من ... )
٦ سورة التوبة الآية (١٦) . وأول الآية: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا} الآية.
٧ زيادة في (ب) و (د) والمطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>