للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا /أسهلن/١ بنا إلى /أمر نعرفه/٢ قبل هذا الأمر، ما نسد منها خصماً إلا /تفجر علينا خصم/٣ ما ندري كيف نأتي له) ٤.

وأما السؤال عمن سافر إلى بلد المشركين التي يعجز فيها عن إظهار ما وجب الله من التوحيد والدين، ويعلل بأنه لا يسلم عليهم، ولا يجالسهم، ولا يبحثونه عن سره، أو أنه يقصد التوصل إلى غير بلاد المشركين، نحو ذلك من /تعاليل/٥ الجاهلين. /فاعلموا/٦ أن تحريم ذلك السفر قد اشتهر بين الأمة، وافتى به جماهيرهم، وما ورد من الرخصة، محمول على من يقدر على إظهار دينه، أو على ما كان قبل الهجرة. ثم إن المنع قد أنيط بالمجامعة والمساكنة، وإن لم يحصل سلام ولا مجالسة، ولا بحث عن سره، كما في حديث سمرة: "من جامع المشرك /و/٧ سكن معه فإنه مثله" ٨.

/فانظروا/٩ ما علق به الحكم من المساكنة والاجتماع، وتعليق الحكم بالمشتق يؤذن بالعلة؛ فإن وقع من ذلك سلام ومجالسة، أو فتنة بالبحث عن عقيدته وسره، عظم الأمر واشتد البلاء.

وهذه محرمات مستقلة، يسضاعف بها الإثم والعذاب، فكيف تروج عليكم هذه الشبهات، ولكم في طلب العلم سنوات، وخوف الفتنة أحد مقاصد الهجرة، وهو غير منتف مع هذه التعاليل.


١ في جميع النسخ (أسهل) . والتصحيح من البخاري.
٢ في جميع النسخ (أمر لا نعرفه) بزيادة (لا) النافية. وهو غير موجود البخاري.
٣ في جميع النسخ: (انفجر خصم) . والتصحيح من البخاري.
٤ صحيح البخاري مع الفتح ٧/ ٥٢٢- ٥٢٣، المغازي، باب غزوة الحديبية.
صحيح مسلم بشرح النووي ١٢/ ٣٨٣- ٣٨٤، الجهاد، باب صلح الحديبية.
٥ كذا في (أ) والمطبوع، وفي بقية النسخ: تعليل.
٦ كذا في (أ) ، وفي بقية النسخ: فاعلم.
٧ في جميع النسخ- عدا المطبوع-: أو. وفي النص المثبت.
٨ تقدم تخريجه في ص ٢٣٤.
٩ كذا في (أ) ، وفي بقية النسخ: فانظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>