للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يمكن إلا مع ارتكاب أخف الضررين١، أو تفويت أدنى المصلحتين. واعتبار الأشخاص والأزمان والأحوال أصل كبير، فمن أهمله وضيعه، على الشرع وعلى الناس، أعظم جناية، وقد قرر العلماء هذه الكليات والجزئيات، وفصلوا الآداب الشرعيات. فمن أراد أن ينصب نفسه في مقام الدعوة، فليتعلم أولاً وليزاحم ركب العلماء قبل أن يرأس، فيدعو بحجة ودليل، ويدري كيف السير في ذلك السبيل، فإن الصناعة لا يعرفها إلى من يعاينها، والعلوم لا يدريها إلا من أخذها عن أهلها، وصحب راويها.

ما كل من طلب المعالي نافذا

... فيها ولا كل الرجال فحولاً٢

هذا وقد كنت أظن أنكم تحبون من هاجر إليكم، وتراعون حق أسلافه في المشيخة عليكم، وكأن العلم وتعليمه، وحق الشيخ وتكريمه، غير معتبر لدى الجمهور. بل قصدهم المناصب والظهور. /و/٣ قال الشيخ، وحدثنا، وجلس الأستاذ وأنبأنا، هو غاية قصد الأكثرين، إلا عباد الله المخلصين.

والسلام عليكم وعلى من حضر من المسلمين، وما بسطت لك الكلام إلى محبة /وإعلاماً/٤. وصلى الله على محمد وآله وصحبه /وسلم/٥.


١ تقدمت ذكر هذه القاعدة في ص٢١٨.
٢ البيت للمتنبي في ديوانه ٣/٢٤٥.
٣ ساقط في (ب) و (ج) و (د) والمطبوع.
٤ في المطبوع: وإعلام.
٥ في (أ (: أجمعين. والمثبت أولى إذ به يكمل الصلاة والتسليم على محمد صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>