للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديني ممنوع ومحظور على من /لم/١ يأت من الباب النبوي والطريق المحمدي، وأن السنة كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.

وقد دل الكتاب والسنة على أن التحصن من الشيطان لا يحصل إلا بذكر الله، وعدم فراغ الذهن والقلب من ذلك، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الآية٢ وفي حديث يحيى بن زكريا: ".. وأمركم بذكر الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل جد العدو في طلبه، فآوى إلى حصن حصين"٣. وبعضهم آل الأمر به إلى القول بأن النبوة مكتسبة٤، وأنه قد حصل له مثل ما حصل للأنبياء وأعظم٥.

وهذه الكفريات، سببها الخروج عما شرعه الله. ومن ابتلي بشيء منها، فاته من العلم والهدى بحسب ما فيه. ولولا الامتحان /والابتلاء/٦ لما سارعت


= ولا يفرق فكره بقراءة قرآن، ولا بتأمل في تفسير ولا بكتب حديث ولا غيره، بل يجتهد ألا يخطر بباله شيء سوى الله تعالى؛ فلا يزال بعد جلوسه في الخلوة قائلا بلسانه "الله الله" على الدوام مع حضور القلب؛ ينتهي إلى حالة بترك تحريك اللسان، ويرى كأن الكلمة جارية على لسانه.... ويبقى معنى الكلمة مجرداً في قلبه، فلا يبقى إلا الانتظار لما يفتح الله من الرحمة، كما فتحها على الأنبياء والأولياء بهذه الطريق".
إحياء علوم الدين للغزالي ٣/٢١-٢٢؛ سيرة الغزالي ص ٧٤-٧٥. وقد تقدم نحو هذا الكلام في ص ٤١١٠٤١٢.
١ في "أ": لا.
٢ سورة الزخرف الآية "٣٦".
٣ هذا جزء من حديث طويل عن الحارث الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات، أن يعمل بهن ... " الحديث. أخرجه الترمذي ٥/١٣٦-١٣٧، كتاب الأمثال باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة؛ قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب". السنن الكبرى للبيهقي ٢/٢٨٢؛ المستدرك للحاكم ١/٤٢١؛ ومسند الإمام أحمد ٤/١٣٠، ٢٠٢.
٤ تقدم هذا الكلام في ص ٤٢٥.
٥ قال النووي في الروضة: "إن قائل ذلك يكفر". روضة الطالبين ١٠/٧٠.
٦ في "د" البلوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>