للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهرولت إلى /هذا/١ النقشبندي مع خلعه لربقة الإسلام، وتركه لما عليه العلماء الأعلام.

ثم ابتليت بسميه٢ مع ما هو عليه من الريب في هذه الدعوة الإسلامية، التي من الله بها في هذه الأزمان، التي هي أشبه بأيام الفترات، لبعد العهد وغربة الدين. والذباب يأبى إلا السقوط على العذرة.

وقد ابتليت وابتلي صاحبك بعيب أهلها وذمهم، وموالاة أعدائهم الذين هم ما بين جهمي أو رافضي أو من عباد القبور، وغرك ما يعده ويمنيه من نيل رتبة القضاء. ودون عليان القتادة٣ والخرط ٤"٥.

المسلمون في خرج من كون مثلك يؤم في المساجد، وينتصب في المدارس؛ فكيف بالقضاء ونحوه؛ يأبى الله ذلك والمؤمنون، وإن منَّاك به الجهلة المبطلون.

واعلم أن إمامنا. وفقه الله تعالى. على طريق أسلافه وأعمامه في الدعوة الإسلامية وحماية هذا الدين، وأخشى. إن كثر فيك القول وظهر له منك ما أشرنا إليه، من الجنف والعول –أن يسلك بك مسلك من سلف من أشرار الأحساء الذين لم يقبلوا ما من الله به من نور الهدى، فأوقع بهم الإمام سعود من بأسه٦ ما خمدت به نار الفتنة والجحود.


١ ساقط في "د".
٢ سميّه: أي قرينه. والضمير فيه عائد للنقشبندي.
٣ شجرة صلب، ذات شوك أمثال الإبر، وله وريقة غبراء، وثمرة تنبن معها غبرا، كأنها عجمة النوى، ينبت بنجد وتهامة؛ وجمعها: قتاد. لسان العرب ٣/٣٤٢، ماد "قتد".
٤ الخرط: قشرك الورق عن الشجر اجتذابا بكفك. لسان العرب ٧/٢٨٤، مادة "خرط".
٥ هذا مثل عربي يروى بلفظ: "دون ذلك خرط القتاد"؛ يضرب للأمر دونه مانع.
مجمع الأمثال للميداني ١/٣٦٩. وقد أورده ابن منظور في اللسان ٣/٣٤٢، و٧/٢٨٤.
٦ كان أهل الأحساء قد نقضوا العهد والبيعة للإمام سعود "الكبير" ابن عبد العزيز بن محمد وقتلوا الأمير محمد الحملي ومدير بيت المال حسين سبيت، وعثوا في الأرض فسادا وملكوا على أنفسهم زيد بن عريعر. فسار إليهم الإمام سعود لتأديبهم. وكان ذلك عام ١٢٠٨هـ.
تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد لمحمد الأنصاري ص ١٣٣-١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>