للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ١ وقد قال إنه قريب٢. وقال صلى الله عليه وسلم: "حيثما كنتم فإنه معكم"٣؛ فإذا قلت: هذه الآيات مؤولة وأقررت بالتأويل، فالآية الأولى أولى به، لأنها بلا تأويل تخالف الإجماع، وتعارض الآيات والأحاديث. أما/ الآيات/٤ الأخيرة. فقد قيل في الأول٥ أنها ليست من المتشابهات، لأن الاستواء معلوم، والكيف مجهول. وما نفى الاستواء عن غير العرش.

هذا كلامه بحروفه، نقله الشيخ على ما فيه من التحريف واللحن ليعتبر الناظر، ويعرف المؤمن المثبت، حال هؤلاء الجهال الضلال الحيارى.

وقد أجاب –رحمه الله- إفادة لمحمد بن عون، إذ كان من أهل التوحيد والإثبات، وممن جاهد الجهمية في تلك الجهات؛ وإلا فليس هذا الجهمي الكافر كفا للجواب، لأنه من العجم الطغام، بل هو أضل من سائمة الأنعام، إذ لا فكرة ثاقبة، ولا روية كاسبة، ولا طريقة صائبة يتشبع بما لم يعط من العلم، ويتزيّى بزي أهل الذكاء والفهم، وليس له في ذلك ملكة ولا روية، ولا معرفة للعلوم ولا دراية، ولا يعرف من الإسلام أصلا ولا فرعا، بل هو ممن ضل سعيه في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.


١ سورة ق الآية "١٦".
٢ هذه إشارة إلى قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة/١٨٦] .
٣ لم أجد هذا الحديث فيما اطلعت عليه. ولعل السائل ذكره بالمعنى.
وقد وجدت حديثا بهذا المعنى، عن عبادة من الصامت رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفضل إيمان المرء، أن يعلم أن الله تعالى معه حيث كان". كتاب المصنف في الأحاديث والآثار لأبي بكر بن أبي شيبة، الدار السلفية بالهند، تحقيق مختار أحمد الندوي، ط/١، ١٤٠٠هـ ١٩٨٠م، ١٢/١٩٥، ١٥/١٦٥. الدر المنثور ٦/١٧١. كنز العمال "١٣٣٩".
٤ في "أ" و"ج": آيات.
٥ يريد قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>