للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ١ فسياق الآية الكريمة يدل على أنها في شأن القبلة. قال ابن عباس: خرج نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قبل تحويل القبلة فأصابهم الضباب، وحضرت الصلاة وصلوا وتحروا القبلة، فلما ذهب الضباب، استبان لهم أنهم لم يصيبوا، فلما قدموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فنزلت هذه الآية٢.

وقال ابن عمر: نزلت في المسافر يصلي التطوع حيثما توجهت به راحلته٣. وقال عكرمة٤: نزلت في تحويل القبلة٥.

وقال أبو العالية ٦: عيرت اليهود المؤمنين لما صُرفت القبلة، فنزلت هذه الآية ٧، وقال


١ سورة البقرة الآية "١١٥".
٢ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٦٤، قال ابن كثير بعد سرده لعدة روايات في سبب نزول الآية، قال: هذه الأسانيد فيها ضعف، ولعله يشد بعضها بعضا. وأخرج الترمذي نحوه في سننه ٢/١٧٦، عن طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه. قال الترمذي: "هذا الحديث ليس إسناده بذاك. وأخرجه الطبري في تفسيره ١/٥٠٣؛ والواحدي في أسباب النزول ص ٣٧، عن طريق جابر بن عبد الله.
٣ أسباب النزول للواحدي ص ٣٨؛ جامع البيان للطبري ١/٥٠٣؛ الجامع لأحكام القرآن ٢/٥٥.
٤ هو عكرمة، أبو عبد الله القرشي، مولاهم، المدني البربري الأصل، العلامة الحافظ المفسر. حدث عن ابن عباس وعائشة وأبي هريرة وابن عمر وعلي رضي الله عنهم. وعن غيرهم. "ب١٠٥هـ".
وفيات الأعيان ٣/٢٦٥، سير الأعلام ٥/١٢، تهذيب التهذيب ٧/٢٦٣.
٥ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/١٦٢.
٦ هو رفيع بن مهران، الإمام المقرئ الحافظ المفسر، أبو العالية الرياحي البصري، أحد الأعلام. أسلم في خلافة أبي بكر، ودخل عليه وسمع من عمر وعلي وغيرهم من الصحابة "ت ٩٠هـ".
سير الأعلام ٤/٢٠٧، تهذيب التهذيب ٣/٢٨٤، شذرات الذهب ١/١٠٢.
٧ جامع البيان للطبري ١/٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>