للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمية خضراء قد ضم جوفها ... من الجمر ما يفري صميم الضمائر

وكانت بهم تلك الديار منيعة ... محصنة من كل خصم مقامر

عدت بهمو تلك الفتون وشُتتوا ... فلست ترى إلا رسوما لزائر

وحل بهم ما حل بالناس قبلهم ... أكابر عرب أو ملوك الأكاسر

وبدَّلت منهم أوجها لا تسرني ... قبائل يام١ أو شعوب الدواسر

يذكرنيهم كل وقت وساعة ... عصائب هلكى من وليد وكابر

وأرملة تبكي بشجو /حنينها/٢ ... لها رنة بين الربى والمحاجر

وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... تفوز بها يوم اختلاف المصادر

" فصل "

فيا جرى من مفاسد العساكر والبوادي:

ودارت على الإسلام أكبر فتنة ... وسُلت سيوف البغي من كل غادر

وذلت رقاب من رجال أعزة ... وكانوا على الإسلام أهل تناصر

وأضحى بنوا الإسلام في كل مأزق ... تزورهمو غرث٣ السباع الضوامر

وهُتك ستر للحرائر جهرة ... بأيدي غواة من بواد وحاضر

وجاءوا من الفحشاء ما لا يعده ... لبيب ولا يحصيه نظم لشاعر

وبات الأيامى في الشتاء سواغبا ... يُبكين أزواجا وخير العشائر

وجاءت غواش بشهد النص إنها ... بما كسبت أيدي الغواة الغوادر

وجر زعيم القوم للشرك دولة ... على ملة الإسلام فعل المكابر


١ يام: إحدى القبائل المهمة في نجران والجوف. وفي الغالب حيما يقال في نجد: قبيلة يام، ويقصد بها العجمان وآل مرة. وإلى الجنوب والجنوب الغربي ما بين نجد وعسير واليمن فروع كثيرة ليام. قلب جزيرة العرب ص ٢١١-٢١٢.
٢ في "د": جنينها.
٣ الغرث: أيسر الجوع: وقيل: شدّته. لسان العرب ٢/١٧٢، مادة "غرث".

<<  <  ج: ص:  >  >>