للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما رباع١ العلم فهي دوارس ... تحن إلى أربابها والمذاكر

مصاب يكاد المستجن٢ بطيبة ... ينادي بأعلى الصوت هل من مثابر

فجد لي بِرَدّ منك تبرد لوعتي ... ويحدي به في كل ركب وسامر

وتنصر خلا في هواك مباعدا ... ولولاك لم تبعث له أم عامر

فأكثر وأقل ما لها الدهر صاحب ... سواك فقابل بالمعنى والبشائر

فأجاب –رحمه الله- بما يثلج الصدور، ويبعث الانشراح والسرور، ويبلي القلوب الصوادي، ويحدى به في كل ركب ونادي، وهذا نصه:

رسائل إخوان الصفا والعشائر ... أتتك فقابل بالثنا والبشائر ٣

تذكرني أيام وصل تقادمت ... وعهدا مضى للطيبين الأكابر

ليالي كانت للسعود مطالعا ... وطائرها في الدهر أيمن طائر

وكان بها ربع المسرة آهلا ... نُمتَّع في روض من العلم زاهر

وفيها الهداة العارفون بربهم ... ذوو العلم والتحقيق أهل البصائر

محابرهم تعلو بها كل سنَّة ... مطهرة أنعم بها من محابر

مناقبهم في كل مصر شهيرة ... رسائلهم يغدو بها كل ماهر

/وفيها/٤ من الطلاب للعمل عصبة ... إذا قيل من للمشكلات البوادر

وفيها الحماة الناصرون لربهم ... معاقلهم شهب القنا والخناجر

وهندية قد أحسن القين ٥ صقلها ... جَُرَّبة يوم الوغى والتشاجر


١ الرباع: جمع الربع، وهو الممنزل، والدار بيعنها. وريع القوم محلتهم. لسان العرب ٨/١٠٢، مادة "ربع".
٢ المستحق: المستتر. تقول، استجن فلان، إذا استتر بشيء. لسان العرب ١٣/٩٣، مادة "جنن".
٣ وردت هذه القصيدة أيضا في مشاهير علماء نجد وغيرهم ص ١١٥-١١٩.
٤ في "ب"، "ج", و"د" والمطبوع: وفيهم.
٥ القين: الحداد، ويطلق على كل صانع، والجمع: قيون وأقيان. لسان العرب ١٣/٣٥٠ مادة "قين".

<<  <  ج: ص:  >  >>