للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين، كالإمام أبي حنيفة وغيره من السلف الماضين. وهذا القصد منكم.

وقد أشرت به إليك وقت اجتماعنا، إذ/ بذكرك/١ معتقدك وتقريره، والتبري من أهل البدع كالجهمية٢ والمعتزلة٣ والأشعرية٤ والكرامية٥ والماتريدية٦ يحصل لنا نحن وإياك اتفاق الكلمة، وصلاح الطوية. نسأل الله أن يمن بذلك.

لكنك أسأت بذكر أمور، يحصل منها تفور واشمئزاز، وهذه معاكسة ظاهرة لما أشرت به إليك شفاها، ومتابعة لغرض نفسي شيطاني، لا لقصد شرعي إيماني.

من ذلك: أنك لما ذكرت أن الرسالة ليست لك، بل لبعض أسلافك من علماء الإحساء، وأنه كان أشعري الاعتقاد؛ اعترفت وصرحت بأنك نقلتها لبعض الإخوان بخطك، وهذا فيه ما لا يخفى من التهمة القوية، حيث أثبتها بخطك، وأشعتها في قومك ورهطك، غير ملتفت لرد ما فيها من الزور والبهتان، /والدفع لصريح السنة والقرآن، كقولك فيها: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه/٧ وأن آيات الصفات وأحاديثها من المتشابه، وغير ذلك مما ساق من خرافاته، وما نمق من غلطاته ووهلاته.

وأنت مع ذلك لم تتحاش من نقلها وإهدائها إلى الإخوان. وكذلك سميت هذا الرجل وعددته –مع ما ارتكبه- من علماء المسلمين. وما هكذا المعروف من هدي أهل العلم والإيمان، فإنهم لا يكتبون الضلال والباطل والزور، إلا لرده ودفعه في نفس ذلك المزبور، وأنت قد خالفت هديهم، وخرجت عن طريقتهم، ومن سلك مسالك التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظن.


١ في "ب" و"ج" و "د": بذكر.
٢ تقدم التعريف بهم في ص ٢٩٩.
٣ تقدم التعريف بهم في ص ٢٢٥.
٤ تقدم التعريف بهم في ص ٥٧.
٥ تقدم التعريف بهم في ص ٣٦٤.
٦ تقدم التعريف بهم في ص ٥٧.
٧ ساقط في "أ" والمطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>