للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ١.

وهذا هو التوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب. والعبادة إذا خالطها الشرك، أفسدها وأبطلها، ولا تسمى عبادة إلا مع التوحيد. قال ابن عباس: ما جاء في القرآن من الأمر بعبادة الله، إنما يراد به التوحيد٢. انتهى.

ويدخل في العبادة الشرعية كل ما شرعه الله ورضيه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، كمحبة الله وتعظيمه وإجلاله وطاعته والتوكل والإنابة إليه ودعائه خوفا وطمعا، وسؤاله رغبا ورهبا، وصدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهود، وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم والمملوك والمسكين وابن السبيل.

وكذا النحر والنذر، فإنهما من أجل العبادات، وأفضل الطاعات٣. وكذا الطواف ببيته تعالى، وحلق الرأس تعظيما وعبودية؛ وكذا سائر الواجبات والمتسحبات.

فحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ٤. والشرك في العبادة ينافي


١ سورة الزمر الآية "٢، ٣".
٢ توير المقباس من تفسير ابن عباس، لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، صاحب القاموس "ت٨١٧هـ" نشر المكتبة الشعبية ٥، ٧٠.
وانظر: جامع البيان للطبري ١/١٦٠.
٣ كل هذه الأمور ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- ضمن العبادة، عند تعريفه للعبادة الشرعية، في مجموع فتواه ١٠/١٤٩-١٥٠.
٤ هذا ما جاء في أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه لمعاذ رضي الله عنه قال: "يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإن حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، فقلت: يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا". صحيح البخاري مع الفتح ٦/٦٩، الجهاد، باب اسم الفرس والحمار. صحيح مسلم بشرح النووي، ١/٣٤٥، ٣٤٦، الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة. سنن الترمذي ٥/٢٧، الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة. سنن ابن ماجه ٢/٤٤٧، الزهد، باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>