للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ} ١ أي/لا قريب لهم/٢، ولا شفيع فيهم من عذابه،/إن أراده بهم/٣، {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} /أي أنذر هذا اليوم الذي لا حاكم فيه إلا الله عز وجل {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} /٤ فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به يوم القيامة من عذابه،

ويضاعف/ الجزيل/٥ من ثوابه" انتهى"٦.

وهو يشير إلى جواز/جعله/٧ صفة لمحذوف، دل عليه السياق، والعائد في الجملة الوصفية يكفي تقديره، كقوله: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} ٨. والبغوي٩ لم يتعرض لتقدير شيء. وبهذا يظهر الجواب عن قولك: ما يقال في تقريره فإن الله أمر رسوله أن ينذر بالقرآن عباده المؤمنين، الذين يؤمنون بلقائه، ويخافون فيه سوء الحساب، في يوم لا ولي لهم فيه ولا شفيع من دونه، لعلهم يتقون ذلك بفعل ما أمروا به، وترك ما نهوا عنه. وعلى الأول يخافون الحشر وسوء الحساب في حال تخليهم وانفرادهم عن الأولياء والشفعاء، وخُصوا بذلك لأنهم هم المتقون بالإنذار، المتقون عذاب ذلك اليوم وعقابه، بخلاف من تعلق على الأولياء والشفعاء واعتمد عليهم في نجاته، فإنه غير خائف ولا متق لسكون جأشه، واطمئنان قلبه بوليه وشفيعه. والله الهادي الموفق.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


١ نفس الآية السابقة.
٢ كذا في الأصل في تفسير ابن كثير. وفي جميع النسخ والمطبوع: "في التقريب له".
٣ كذا في الأصل في تفسير ابن كثير. وفي جميع النسخ والمطبوع: "إن أرادهم به".
٤ ساقط في المطبوع.
٥ في "أ" و "د": "الجزية" وفي المطبوع: "الجزاء".
٦ تفسير ابن كثير ٢/١٣٨-١٣٩.
٧ في "أ" و "د": جعلهم.
٨ سورة البقرة الآية "٤٨".
٩ تقدمت ترجمته في ص ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>