للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموالاة المشركين، ومسبة أئمة المسلمين، وجعلهم من الخوارج المارقين.

وهذا أظهر شيء وأبينه عند من عرف حال هذا الرجل، وجالسه ونظر في كلامه، فإنه يبديه كثيرا لجلسائه، ويذكره في رسائله ومصنفاته وهوامشه التي/ يعلقها/١ والرجل فيه رعونة تمنعه من المداراة والتقية، حتى كتابه الذي زعم أنه شرخ على التوحيد، رأيت فيه من الدواهي والمنكرات ما لا يحصيه إلا الله.

من ذلك قوله في الكلام على قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} ٢. أن ابن العربي المالكي قال: العبادة هي موافقة القضاء والقدر٣. وابن عباس يقول: كفر الكافر تسبيح ٤ وهذا رأيته بخط ابن نصر الله من أهل ديرته في كلامه على كتاب التوحيد ولهذا نظائر وأخوات لا يعرفها إلا من وقف على كلامه من طلبة العلم، ونبرأ إلى الله أن نبهت مسلما، وأن نفتري عليه ونؤذيه بغير ما اكتسب.

وإنما يظن بنا هذا حزب الشيطان، وجنده من الجاهلية، الذين لم يستضيئوا بنور العلم. وكتابه الذي وقفنا عليه في هذه الأيام بخط يده، نظر فيه من يعرفه يقينا من أهل سدير عبد العزيز بن عيبان ٥ وغيره ٦ وعلي بن عيسى٧ من أهل الوشم، وكثير من طلبة العلم والعامة شهدوا بأن هذا خطه بيده، ومسبته فيه للتوحيد، ومن جاء به حشو بالزنبيل، وتصريحه بتزكية أهل الأمصار، ممن عبد القباب والصالحين


١ كذا في المطبوع. في "أ" و"د": يعلق.
٢ سورة الذاريات الآية "٥٦".
٣ تقدم هذا الكلام لابن العربي في ص ٤٨٦.
٤ لا شك أن هذا من التهم التي يلصقها أهل الزيغ بعلماء المسلمين ليتشبث بها في إثبات اتجاهاتهم العقدية والمذهبية الفاسدة.
٥ لم أعثر على ترجمته.
٦ مثل أحمد بن عيسى، كما في علماء نجد خلال ستة قرون ٢/٦٩٩.
٧ تقدمت ترجمته ضمن تلاميذ الشيخ في ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>