للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما بعد، فقد وصل إلينا منك/ خطان/١:

فأولهما: صادف حين الاشتغال بلقاء الأحبة والآل.

وأما الثاني: فبعد أن ألقيت عصا الترحال، وارتاح من ألم شوقه القلب والبال، فبمجرد الوقوف على خطك، ومطالعة نقشك ووشيك، بحثت عن الوجه الذي تدلي به علينا، وعن حقيقة المعنى الذي تشير إلينا، وما هو اللائق في إجابة أمثالك، وهل يحسن بنا/ النسخ/٢ على منوالك، أو تقتصر على موجب {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} ٣، إذ ليس وراءها مزية دينية شرعية، لأكون على بصيرة من أمري، ومعرفة للحقائق قبل اقتداح٤ زندي.

فأخبرني الثقة بالجرح والتعديل، الخبير بما قد شاع عنك من القيل، أن صاحب الخط ينتمي إلى ممارسة العلوم المنقول منها والمفهوم، غير أنه قد نسب عنه هفوات –إن صحت- فهي من /عظائم/٥ المعضلات، ولم نقف لها على تصحيح يعتمد، ولم نلتفت إلى البحث في متنها والسند، اكتفاء بإعراضه عن الابتهاج بالدعوة لهذا الأصل والمذاكرة، واستغناء بعدم التفاته إلى المؤاخاة في الله والموازنة، بل كل الناس لديه إخوان، والضدان عنده يجتمعان، يصاحب أولياء الأوثان، كما يصاحب عابدي الرحمن، ويأنس بالمنقلب على/عقبه/٦، كما يأنس بالثابت على الإيمان، مع أنه قد شرح التوحيد ٧، وادعى الإتيان بكل معنى موجز سديد.


١ في المطبوع: خطابان.
٢ في "د": أن يجيب.
٣ سورة النساء الآية "٨٦".
٤ في "د": انقداح. ومعنى الاقتداح: من قدح، تقول: قدح، بالزند يقدح قدخا واقتداح: رام الإبراء به. واقتداح الزند: القدح به لتوري. لسان العرب ٢/٢/٥٥٤ مادة "قدح".
٥ في "د" عظيم.
٦ في "د" عقيبه.
٧ يريد شرحه لكتاب التوحيد، للإمام محمد بن عبد الوهاب، كما جاء في ترجمته –أعني عثمان بن منصور- في ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>