للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلا قَلِيلٌ} ١، وقال:/تعالى/٢: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ} ٣.

فيا من نصح نفسه، ما ذكر الله في كتابه من ضلال الأكثرين لئلا تغتر بالكثرة من المنحرفين عن صراط المستقيم، الذي هو سبيل المؤمنين؛ وتدبر ما ذكر الله من أحوال أعداء المرسلين، وما فعل الله بهم، قال تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ، كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} الآية٤، وقال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} ٥. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أن أهل الحق أتباع الرسل هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، وأن أعداء الحق هم الأكثرون في كل مكان وزمان،/حكمة بالغة/٦.

وفي الأحاديث الصحيحة ما يرشد إلى ذلك، كما في الصحيح: أن ورقة بن نوف قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ليتني كنت فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، قال: "أو مخرجي هم" قال: نعم، لم يأت/رجل/٧ قط بمثل ما جئت به إلا عودي"٨.


١ سورة هود الآية "٤٠".
٢ ساقطة في المطبوع.
٣ سورة الأنعام الآية "١١٦".
٤ سورة غافر الآية "٤، ٥".
٥ سورة غافر الآية "٨٣".
٦ ساقطة في المطبوع.
٧ كذا عند البخاري ومسلم وأحمد. وفي "أ" والمطبوع: أحد.
٨ هذا جزء من حديث طويل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، في قصة بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيح البخاري مع الفتح ١/٣٠-٣١، بدء الوحي، باب "٣". صحيح مسلم بشرح النووي ٢/٥٥٦-٥٥٩، الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسند الإمام أحمد ٦/٢٣٣، السنن الكبرى للبيهقي ٧/٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>