للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر/محمد بن حسين النعمي الزبيدي/١ -رحمه الله-: أن رجلا رأى ما يفعل أهل الطائف من الشعب الشركية والوظائف، فقال: أهل الطائف لا يعرفون الله، إنما يعرفون ابن عباس. فقال له بعض من يترشح للعلم: معرفتهم لابن عباس كافية، لأنه يعرف الله.

فانظر إلى هذا الشرك الوخيم والغلو الذميم المجانب للصراط المستقيم، ووازن بينه وبين قوله/تعالى/٢: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} الآية٣، وقوله جل ذكره: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ٤.

وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها ٥، فكيف بمن عبد الصالحين ودعاهم مع الله؟! والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم.

كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة –على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- هو من هذا القبيل، بالبعد عن منهاج الشريعة والسبل.

وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده، وهو القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء، وصفه لهم بعض الشياطين، وأكثروا في شأنه من الإفك المبين، وجعلوا له السدنة والخدام، وبالغوا في مخالفة ما جاء به محمد –عليه أفضل الصلاة والسلام-، من النهي


١ كذا في "د" والمطبوع. وفي "أ": الحسن بن محمد النعمي.
٢ ساقطة في "د" والمطبوع.
٣ سورة البقرة الآية "١٨٦".
٤ سورة الجن الآية "١٨".
٥ ورد لعنه هذا في قوله عليه السلام: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" صحيح البخاري مع الفتح ٣/٣٠٠، الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. صحيح مسلم بشرح النووي، ٥/١٥، المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور. سنن أبي داود ٣/٥٥٣، الجنائز، باب في البناء على القبر. سنن النسائي ٤/٩٦، الجنائز، باب اتخاذ القبور مساجد. مسند الإمام أحمد، ١/٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>