للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين. وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، فإن أحدا منهم ما كان يقول –إذا نزلت به/شدة/١ أو عرضت له حاجة –لميت: يا سيدي/ يا فلان/٢ أنا في حسبك أو اقض حاجتي؛ كما يقوله بعض هؤلاء المشركين، لمن يدعونهم /من الموتى/٣ والغائبين. ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، ولا بغيره من الأنبياء، لاعند قبورهم، ولا إذا بعدوا عنها، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء، ولا الصلاة عندها.

ولما قحط الناس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس، وتوسل بدعائه، وقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليه/ بنبينا/٤ إذا أجدبنا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" كما ثبت ذلك في صحيح البخاري ٥.

وكذلك معاوية رضي الله عنه لما استسقى بأهل الشام/توسل/٦ بيزيد بن الأسود الجرشي٧.


١ في "أ" والمطبوع: ترة.
٢ في "د": فلان.
٣ في "أ" و "د": في الموتى.
٤ في "د" والمطبوع: بنبيك
٥ صحيح البخاري مع الفتح، ٢/٥٧٤، الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وفي ٧/٩٦، فضائل الصحابة، باب ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.
٦ساقطة في المطبوع.
٧ هو يزيد بن الأسود الجرشي السكوني، من سادات التابعين بالشام، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم "ت٧١هـ". الاستيعاب، ٤/٢٧٥٤، أسد الغابة، ٥/١٠٣، سير الأعلام، ٤/١٣٦، البداية والننهاية، ٨/٣٢٨.
وأما قصة استسقاء معاوية بيزيد –رضي الله عنهما-.
فما رواه صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر قال: خرج معاوية يستسقي، فلما قعد على منبر قال: أين يزيد بن الأسود؟ فناداه الناس، فأقبل بتخطاهم، فأمره معاوية، فصعد المنبر، فقال معاوية: الله إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع يديك إلى الله. فرفع يديه ورفع الناس. فما كان بأوشك من أن ثارت سحابة كالترس وهبت الريح فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم. سير الأعلام ٤/١٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>