للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مولاي، افعل بي كذا وكذا، وأخذ/ تربتها/١ تبركا بها،/وإفاضة/٢ الطيب على القبور، وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر، اقتداء بمن عبد اللات والعزى. والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد/ الكفار/٣ ولم يتمسح بآجر٤ المدينة يوم الأربعاء، ولم /يقل الحمالون/٥ على جنازته: الصديق أبو بكر/ أو محمد/٦ وعلي، أو لم يعقد على قبر أبيه/ أزجا/٧ بالجص والآجر، ولم يخرق ثيابه إلى الذيل، ولم يرق ماء الورد على القبر ٨. انتهى.

فتأمل –رحمك الله- ما ذكر هذا الإمام، الذي هو أجل أئمة الحنابلة، بل من أجل أئمة الإسلام، وما كشفه من الأمور التي يفعلها الخواص من الأنام، فضلا عن النساء والغوغاء والعوام، مع كونه في سادس القرون، والناس إذ ذاك لما ذكره يفعلون، وجهابذة العلماء، والنقاد/٩ لذلك يشهدون، وحطهم من النهي مرتبته الثانية، فهم بها قائمون؛ يتضح لك فساد ما زخرفه المبطلون، وموه به المتعصبون والملحدون.

قال الشيخ تقي الدين١٠ -رحمه الله تعالى- وأما سؤال الميت والغائب، نبيا كان أو غيره، فهو من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين؛ لم يأمر الله تعالى به ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لم بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة


١ بياض في المطبوع.
٢ في المطبوع: وأما إفاضة.
٣ في "د": "الكف" وهو كذلك في النص عند ابن القيم في الإغاثة.
٤ الآجر: طبخ الطين. لسان العرب ٤/١١، مادة "أجر".
٥ في المطبوع: ولم يقبل الجملون. وجاء على هامش "أ": " ... لمن لم يحضر مشهد الكف، أو لم يعقد على قبره أو قبر أبيه بالآجر، ولم يقل الحمالون على جنازته أبو بكر وعمر". انتهى.
٦ ساقط في المطبوع. وفي "أ" و "د": ومحمد.
٧ هكذا في جميع النسخ. ولم أعرف معناه.
٨ إلى هنا نهاية كلام ابن عقيل. ذكر نص كلامه الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، ١/٣٠٥.
٩ في "أ" والمطبوع: والنقدة.
١٠ هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>