للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصلح أولها١. ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم، ونقضوا إيمانهم/عوضوا/٢ عن ذلك بما أحدثوا من البدع والشرك وغيره٣. ولهذا كرهت /الأئمة/٤ استلام القبر وتقبيله، وبنوه بناء منعوا الناس أن يصلوا إليه ٥ ومما يبين حكمة الشريعة، وأنها –كما قيل- سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق؛ أن/الذين/٦ خرجوا عن المشروع، زين لهم الشيطان أعمالهم، حتى خرجوا إلى الشرك، فطائفة من هؤلاء يصلون للميت، ويستدبر أحدهم القبلة ويسجد للقبر، ويقول أحدهم: القبلة قبلة العامة، وقبر الشيخ فلان قبلة الخاصة٧، وهذا يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا، وهو شيخ متبوع، ولعله أمثل أتباع شيخه يقول في شيخه. وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين، أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد، يأمر المريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ ويعكف عليه، عكوف أهل التماثيل عليها ٨.

وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والذل وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله التي أذن الله أن ترفع


١ انظر: إغاثة اللهفان لابن القيم، ١/٢٢٩. وقال حذيفة رضي الله عنه: "كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالا". الحوادث والبدع للطرطوشي، ص ١١٧.
٢ في "د": عوضا.
٣ إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية، ١/٣١٤.
٤ في المطبوع: الأمة.
٥ من هنا بداية نقل الشيخ من كتاب: تلخيص كتاب الاستغاثة، المعروف بالرد على البكري، للإمام شيخ الإسلام ابن تيمية "٧٢٨هـ"، وبهامشه كتاب الرد على الأخنائي، نشر الدار العلمية للطباعة والنشر والتوزيع موري كيت –دلهي ١١٠٠٠٦، الهند، ص ٢٩٣.
٦ في "د" الذي.
٧ وهذا فعل الخواص من الصوفية.
٨ وهو ما يفعله جمهور القبوريين من المتصوفة والشيعة ومن نحا نحوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>