للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي بالبراري بديار مصر/بإخميم/١ وغيرها، /يرصدون/٢ التمثال مدة لا يتطهرون طهر المسلمين، ولا يصلون صلاة المسلمين، ولا يقرءون، حتى يتعلق الشيطان تلك الصورة، فيراها تتحرك، فيطمع فيها أو غيرها، فيرى/ شيطانا/٣ قد خرج له فيسجد لذلك الشيطان حتى يقضي/ بعض/٤ حوائجه.

ومثل هؤلاء كثير في شيوخ الترك/ الكفار/٥، يسمونه/البودي/٦ وهو المخنث عندهم، إذا طلبوا منه بعض هذه الأمور، أرسلوا إليه من ينكحه،/ونصبوا/٧ له حركات عالية في ليلة مظلمة، وقربوا له خبزا وميتة، وغنوا غناء يناسبه، بشرط أن لا يكون عنده من يذكر الله ٨، ولا هنالك شيء فيه من ذكر الله، ثم يصعد ذلك الشيخ المفعول به في الهواء، ويرون الدف يطير في الهواء، وتضرب من مد يديه إلى الخبز، ويضرب الشيطان بآلات اللهو وهم يسمعون،/ويغني/٩ لهم الأغاني التي


١ في "د": ببلاد خميم. والصواب المثبت. وإحميم: بلد بالصعيد في الإقليم الثاني "أي من إخميم إلى البهنسا" كما قسمه الياقوت في معجم البلدان، ٣/٤٠٨"، وهو بلد قيدم على شاطئ النيل بالصعيد.
انظر: معجم البلدان ١/١٢٣-١٢٤.
٢ كذا في "أ" والمطبوع: يرصدون، وفي بقية النسخ "يقصدون".
٣ في "د": شيطان.
٤ ساقطة: في "د".
٥ ساقطة في "د".
٦ كذا في "أ" و "د": البودي. وفي بقية النسخ "البوشت".
٧ في "أ" و "د": وينصبوا.
٨ إنه من الملاحظ أن الشيطان وأحواله لا يصمد أمام ذكر الله تعالى، فإن يتحلى عمن يكون قد تلبس به، أو حمله في الجو أو تمثل له في صورة شيء ما بمجرد سماعه لذكر الله تعالى. ويروي شيخ الإسلام ابن تيمية حكاية الشيخ عبد القادر، حيث ظهر له عرش عظيم وعليه نور، فقال له: يا عبد القادر أنا ربك وقد حللت لك ما حرمت على غيرك، فقال له: أنت الله الذي اله الذي لا إله إلا هو؟ اخسأ يا عدو الله. قال: فتمزق ذلك النور وصار ظلمة.
انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية، ١/١٧٢.
٩ كذا في المطبوع؛ وفي "أ" و "د": ويغنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>