للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت يغنيها آباؤهم الكفار. ثم قد يغيب. وكذلك الطعام، وقد/نقل/١ إلى بيت /البودي/٢ وقد لا يغيب؛ /ويقربون/٣ له ميتة، يحرقونها بالنار، /فيقضي/٤ بعض حوائجهم"٥.

ومثل هذا كثير للمشركين، فالذي يجري عند المشاهد من جنس ما يجري عند الأصنام، وقد تيقنت بطرق متعددة أن ما يشرك به من دون الله، من صنم وقبر وغير ذلك، يكون عنده شياطين، تُشل من أشرك به؛ وأن تلك الشياطين لا يقضون إلا بعض أغراضهم، وإنما يقضون بعض أغراضهم إذا حصل لهم من الشرك والمعاصي ما يحبه الشيطان.

/فمنهم من يأمر الداعي أن يسجد له، ومنهم من يأمره بالفواحش، وقد يفعلها الشيطان/٦ وقد ينهاه عما أمر به من التوحيد والإخلاص والصلوات الخمس وقراءة القرآن ونحو ذلك٧. والشياطين تُغوي الإنسان بحسب ما تطمع منه، فإن كان ضعيف الإيمان أمرته بالكفر البين، وإلا أمرته بما هو فسق أو معصية، وإن كان قليل العلم أمرته بما لا يعرف أنه مخالف للكتاب والسنة؛ وقد وقع في هذا النوع كثير من الشيوخ الذين لهم نصيب وافر من الدين والزهد والعبادة، لكن لعدم علمهم بحقيقة الدين الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، طمعت فيهم الشياطين، حتى أوقعوهم فيما يخالف الكتاب والسنة. وقد جرى لغير واحد من /أصحابنا/٨


١ في "د": ينقل.
٢ كذا في "أ" و"د" والرد على البكري "البودي" وفي بقية النسخ "البوشت".
٣ في "د": ويقربوا.
٤ كذا في المطبوع، وفي "أ" و "د": يقضي.
٥ من قوله "والمقصود هنا ... " إلى هنا منقول من الرد على البكري، ص ٣١٠-٣١١.
٦ ساقطة في المطبوع.
٧ انظر ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مما يطلبه الشيطان من عابديه، مجموع فتاوى ابن تيمية، ١/٣٦٢.
٨ في "أ": أصحاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>