للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/و/١ في لفظ: "أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك" ٢ وهؤلاء يدعون الميت والغائب، فيقول أحدهم: بك أستغيث، بل أستجير، أغثنا أجرنا، ويقول: أنت تعلم ذنوبي، ومنهم من يقول للميت: اغفر لي وارحمني وتب عليّ ونحو ذلك٣. ومن لم يقل هذا ن عقلائهم فإنه يقول: أشكو إليك ذنوبي، وأشكو إليك عدوي، وأشكو إليك جور الولاة، وظهور البدع، أو جدب الزمان، وغير ذلك، فيشكو إليه ما حصل من ضرر الدين والدنيا. ومقصوده في الشكوى أن يُشكيه٤ فيزيل ذلك الضرر. وقد يقول –مع ذلك- للميت: أنت تعلم ما نزل بنا من الضرر، وأنت تعلم ما فعلته من الذنوب، فيجعل الميت والحي والغائب عالما بذنوب العباد،/ ومجرياتهم/٥ التي يمتنع


١ زيادة في "د" والمطبوع.
٢ المعجم الصغير للطبراني، أحمد بن أيوب اللخمي "ت٣٦٠هـ" تصحيح عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، دار النصر للطباعة القاهرة، ١٣٨٨هـ -١٩٦٨م، ١/١٥٩، ولفظه في آخره: "إلى أحد من الناس". وبه أجرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/١٨٠. وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق سلمة بن حرب بن زياد الكلابي عن أبي مدرك عن أنس. وقد ذكر الذهبي سلمة في الميزان فقال: مجهول كشيخه أبي مدرك. وقد وثق ابن حبان سلمة، وذكر له هذا الحديث في ترجمته.
انظر قول الذهبي في ميزان الاعتدال ٢/١٨٩.
٣ هذا عين ما يفعله عباد الأضرحة والمشاهد من جهلة المسلمين وغيرهم، حتى اليوم. ومثله ما جاء في كلام البوصيري في "البردة" حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أمورا لا تطلب إلا من الله تعالى، ولا يملكها إلا الله، من مغفرة لذنوبه، والاستنصار، والاستعانة به ونحو ذلك.
انظر: بردة المديح المباركة للوصيري، ص ٣٢، ٣٣، ٣٤، وغيرها.
٤ يشكيه: بضم الياء، من الإشكاء، وهو: إزالة ما يشكو منه من ضر.
لسان العرب، ١٤/٤٤٠، مادة "شكا".
٥ في "أ": "وجريانهم". وفي "د" "وجرياتهم". وفي المطبوع: "وما جرياتهم". والتصحيح من عندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>