للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهؤلاء يتخذونها أعيادا؛ ونهى عن تشريفها، وأمر بتسويتها، كما في صحيح مسلم، عن علي رضي الله عنه١، وهؤلاء يرفعونها ويجعلون عليها القباب، ونهى عن تجصيص القبر والبناء عليه، كما في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه ٢.

ونهى عن الكتابة عليها، كما رواه الترمذي في صحيحه عن جابر٣. ونهى أن يزاد عليها غير ترابها، كما رواه أبو داود عن جابر٤؛ وهؤلاء يتخذون عليها الألواح ويكتبون عليها القرآن، ويزيدون على ترابها بالجص والآجر والأحجار.

وقد آل الأمر بهؤلاء الضلال المشركين إلى أن شرعوا للقبور حجا، ووضعوا لها مناسك، حتى صنف بعضهم في ذلك كتابا سماه "مناسك حج المشاهد" ٥./ولا يخفى/٦ أن هذا مفارقة لدين الإسلام، ودخول في دين عباد الأصنام.

فانظروا إلى التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وبين ما شرعه هؤلاء.


١ يريد حديث أبي الهياج الأسدي، "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " وقد تقدم تخريجه في ص ٦٨٣. ونص الحديث موجود في الإغاثة ١/٣٠٧، حذفه المؤلف هنا تلخيصا.
٢ وهو عن جابر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه". صحيح مسلم، ٧/٤١، الجنائز؛ باب النهي عن تجصيص القبور والبناء عليه. سنن أبي داود، ٣/٥٥٢، الجنائز، باب في البناء على القبر. سنن النسائي، ٤/٨٧، الجنائز، باب في البناء على القبر. مسند الإمام أحمد، ٣/٣٣٢، ٣٩٩، ٦/٢٩٩.
٣ وهو عن جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبور، وأن يكتب عليها، وأن يبنى عليها، وأن توطأ". سنن الترمذي، ٣/٣٦٨، الجنائز، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور. سنن ابن ماجه، ١/٢٨٦، الجنائز، باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها ولكتابة عليها.
٤ وهو عن جابر رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصص القبر وأن يكتب عليه وأن يزاد عليه". سنن أبي داود، ٣/٥٥٣، الجنائز، باب في البناء على القبر. سنن النسائي، ٤/٨٦، الجنائز، باب الزيادة على القبر.
٥ تقدم ذكر هذا الكتاب في ص ٦٩٠.
٦ في "د": "ولا شك".

<<  <  ج: ص:  >  >>