للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بزيارة القبور لأنها تذكر الآخرة١ وأمر الزائر أن يدعو لأهل القبور، ونهاه عن أن يقول هجرا٢. فهذه الزيارة/التي/٣ أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لأمته، وعلمهم إياها، هل تجد فيها شيئا مما يعتمد عليه أهل الشرك والبدع أم تجدها مضادة لما هم عليه من كل وجه وما أحسن ما / قال الإمام مالك/٤ -رحمه الله- لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها٥. ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم، عوضوا عن ذلك بما أحدثوا من البدع والشرك. ولقد جرد السلف الصالح التوحيد، وحموا جانبه حتى كان أحدهم إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أراد الدعاء جعل ظهره إلى جدار القبر ثم دعا ٦.


١ وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمد زيارة قبر أمه فزوروها؛ فإنها تذكركم الآخرة". أخرجه الترمذي في سننه من حديث بريدة، ٣/٣٧٠، الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه في سننه، ١/٢٨٨، الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور؛ وأحمد في مسنده، ٥/٣٥٦. وفي صحيح مسلم طرف منه، هو: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" ٧/٥٠، الجنائز، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه.
٢ هذه رواية الإمام أحمد والنسائي وغيرهما رحمهم الله، وهي: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا هجرا". مسند الإمام أحمد، ٥/٢٦١، سنن النسائي، ٤/٨٩، الجنائز، باب زيارة القبور.
وقوله: "هجرا" بضم الهاء: أي ما لا ينبغي من الكلام.
حاشية الإمام السندي على سنن النسائي، دار الحديث القاهرة، ١٤٠٧هـ-١٩٨٧؛ النهاية لابن الأثير، ٥/٢٤٥.
٣ في "د": الذي.
٤ كذا في أصل النص في الإغاثة ١/٣١٤. وفي "أ": "قال الإمام"؛ وفي "د" "قال مالك"؛ وفي المطبوع: "قال الإمام أحمد" والظاهر أن الناسخ في المطبوع ذكر أحمد –رحمه الله- سهوا منه، إذ إن الكلمة مأثورة عن الإمام مالك رحمه الله.
٥ تقدم كلام الإمام مالك هذا في ص ٦٨٨.
٦ قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم ص ١١٠: "ولهذا ذكر الأئمة، أحمد وغيره من أصحاب مالك وغيرهم: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما ينبغي له أن يقول: ثم أراد أن يدعو فإنه يستقبل القبلة، ويجعل الحجرة عن يساره".

<<  <  ج: ص:  >  >>