للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا كان هذا فعله في الشجرة التي/ ذكرها/١ الله في القرآن٢، وبايع تحتها الصحابة –رضي الله عنهم- رسول الله صلى الله عليه وسلم،/ فماذا/٣ حكمه فيما عداها؟.

وأبلغ من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم مسجد الضرار٤، ففيه دليل على هدم المساجد التي/هي/٥ أعظم فسادا منه، كالمبنية على القبور؛ وكذلك قبابها. فتجب المبادرة إلى هدم ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله، والله يقيم لدينه من ينصره ويذب عنه.

وكان بدمشق كثير من هذه الأنصاب، فيسر الله –سبحانه- كسرها على يد شيخ الإسلام، وحزب الله الموحدين؛/ وكان العامة يقولون للشيء/٦ /منها/٧ إنه يقبل النذر، أي يقبل العبادة من دون الله، فإن النذر عبادة يتقرب بها الناذر إلى الله المنذور /له/٨.


١ في "أ" و "د": ذكر.
٢ وهو قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:١٨] .
٣ في "د": فما.
٤ انظر قصة هدمه صلى الله عليه وسلم لذلك المسجد: سيرة ابن هشام ٤/١٧٣-١٧٤؛ البداية والنهاية ٥/١٩٢٠. وذكرها الإمام ابن القيم في زاد المعاد ٣/٥٤٩-٥٥٠. وهكذا فعل الصحابة –رضوان الله عليهم- من بعده. فقد روى ابن وضاح في البدع والنهي عنها: قال: "قال يسار أبو الحكم: خرج رهط من القراء، منهم معضد وعمرو بن عتبة حتى بنوا مسجدا بالنخيلة، قريبا من الكوفة، فوضعوا جرارا من ماء، وجمعوا أقواما من الحصى للتسبيح، ثم قاموا يصلون في مسجدهم ويتعبدون وتركوا الناس، فخرج إليهم ابن مسعود، فقالوا: مرحبا يأبي عبد الرحمن، والله انزل. فقال: والله ما أنا بنازل حتى يهدم مسجد الخبال هذا، فهدموه". في البدع والنهي عنها، ص ١١٩. وذكره الطرطوشي في الحوادث والبدع، ص ١١٣.
٥ ساقط في "د".
٦ كذا في المطبوع. وفي "أ" و "د": "وكنوا يقولون العامة للشيء".
٧ في "د": فيها.
٨ زيادة في "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>