للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكثر أهل الأرض مفتونون بعبادة الأصنام، ولم يتخلص/ منها/١ إلا الحنفاء أتباع ملة إبراهيم. وعبادتها في الأرض من قبل نوح، وهياكلها ووقوفها وسدنتها وحجابها والكتب المصنفة في عبادتها طبق الأرض.

قال إمام الحنفاء عليه السلام: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ، رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} ٢؛ وكفى في معرفتهم أنهم/ أكثر/٣ أهل الأرض، بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين٤. وقد قال تعالى: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً} ٥، وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ٦.

ولو لم تكن الفتنة بعبادة الأصنام عظيمة، لما أقدم عبادها على بذل نفوسهم وأموالهم وأبنائهم دونها، وهم يشاهدون مصارع إخوانهم وما حل بهم، ولا يزيدهم ذلك إلا حبا وتعظيما، ويوصي بعضهم بعضا بالصبر عليها٧. انتهى كلام الشيخ رحمه الله ملخصا.


١ في "أ" و "د": منهم.
٢ سورة إبراهيم: الآيتان "٣٥، ٣٦".
٣ في "د": أكفر.
٤ ذكر المؤلف الحديث بالمعنى، ولفظه عند البخاري: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله يا آدم، فيقول لبيك وسعديك، والخير بيديك. قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير ... " صحيح البخاري مع الفتح، ١١/٣٩٦، الرقاق، باب قوله عز وجل: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} صحيح مسلم بشرح النووي، ٣/٩٧-٩٨، الإيمان، باب "يقول الله لآدم أخرج بعث النار". سنن الترمذي ٥/٣٠٢، التفسير، باب من سورة الحج. مسند الإمام أحمد، ١/٣٨٨/ ٢/١٦٦. المستدرك للحاكم/ ١/٢٩.
٥ سورة الإسراء: الآية "٨٩".
٦ سورة الأنعام: الآية "١١٦".
٧ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، ٢/٣١٩-٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>