للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعظيم الصالحين إنما هو باتباع ما دعوا غليه، دون اتخاذ قبورهم أعيادا وأوثانا، فأعرضوا عن المشروع واشتغلوا بالبدع.

ومن أصغى إلى كلامه وتفهمه أغناه عن البدع والآراء، ومن يَعُدَ عنه، فلا بد أن يتعرض بما لا ينفعه، كما أن من عمر قلبه بمحبة الله وخشيته، والتوكل عليه، أغناه عن محبة غيره، وخشيته والتوكل عليه.

فالمعرض عن التوحيد مشرك، شاء أم أبى، /والمعرض عن السنة مبتدع شاء أم أبى، والمعرض عن محبة الله عبد الصور شاء أم أبى/١.

أبعدها عن الشرع: أن يسأل الميت حاجته، كما يفعله كثير، وهؤلاء من جنس عباد الأصنام. ولهذا يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت، كما يتمثل لعباد الأصنام، وكذلك السجود للقبر وتقبيله والتمسح به.

/"والنوع الثاني"/٢: أن يسأل الله به. وهذا يفعله كثير من المتأخرين، وهو بدعة إجماعا.

"النوع الثالث" أن يظن أن الدعاء عنده مستجاب. وأنه أفضل من الدعاء في المسجد، فيقصد القبر لذلك. فهذا أيضا من المنكرات إجماعا، وما عملت/في ذلك/٣ نزاعا بين أئمة الدين، وإن كان/ كثير/٤ من المتأخرين يفعله٥.

وبالجملة٦


١ ساقط في "د".
٢ بياض في "أ".
٣ كذا في أصل النص في الإغاثة، ١/٣٣٧. وفي المطبوع: "فيه". وهو ساقط في "أ" و "د".
٤ في "أ": كثيرا.
٥ إلى هنا منقول من إغاثة اللهفان، ١/٣٠٢-٣٢٧. وقد بدأ كلامه من ص ٧٦٤.
٦ من قوله "وبالجملة" منقول من الإغاثة ٢/٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>