للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المحب عيسى بن إبراهيم –سلك الله بي وبه صراطه المستقيم. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:

فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو على نعمه. والخط وصل، فسرني إنباؤه عن سلامة تلك الأحوال، والذوات لا زالت سالمة من الآفات، وما أشرت إليه قد علم.

وجواب/ مسائلك/١ هذا هو قد رُسم، نسأل الله التوفيق والإصابة، وحسن القصد والإنابة.

المسألة الأولى

فأما قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} الآية ٢ فالذي يظهر: مشروعية بر الكافر أن هذا إخبار من الله جل ذكره لعباده المؤمنين بأنه لم ينههم عن البر والعدل والإنصاف في معاملة أي كافر كان من أهل الملل، إذا كان لم يقاتلهم في الدين، ولم يخرجهم من ديارهم ٣. إذ العدل والإحسان والإنصاف مطلوب محبوب شرعا، ولهذا علل هذا الحكم بقوله: {إنَّ اللَّه يُحِبُ المُقسِطينَ} ٤.

وأما قوله: {أَن تَبَرُوهُم} ، فقد قال بعض المعربين: إنه بدل من الموصول /بدل/٥ اشتمال، و"أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر، والتقدير: لا ينهاكم الله عن بر من لم يقاتل في الدين ٦. ولو قال هذا البعض أنه بدل بداءٍ، لكان أظهر؛ إذ لا يظهر


١ في "ب" و "د" والمطبوع: سألتك.
٢ سورة الممتحنة: الآية "٨".
٣ وبهذا فسر الطبري الآية في جامع البيان، ٢٨/٦٦. وانظر تفسير القاسمي، ١٦/٥٧٦٩.
٤ سورة الممتخنة: الآية "٨".
٥ في "د": يد.
٦ انظر هذا المعنى: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ١٨/٤٠؛ والكشاف للزمخشري، ٤/٩١؛ وفتح القدير للشوكاني، ٥/٢١٣؛ والتفسير الكبير للرازي، ٢٩/٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>